سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة.. السلام عليكم..
اطلعت على ما كتبه الأستاذ فهد بن جليد يوم الأربعاء 21-1-1434هـ بعنوان (أسرار صناعة الخمور - 3) فألفيته مقالاً طيباً فضح فيه الكاتب ثلة مجرمة في مجتمعنا، وفضح فيه معول هدم يفتك بمجتمعنا، يفتك فيه دون أن يرقب فيه إلاً ولا ذمة! وحسناً فعل أخي فهد.. فهكذا يكون الطرح الصحفي، يكون طرحاً موضوعياً مفيداً، طرحاً إيجابياً يكشف المجرمين، ويوقظ الغافلين، وينبه الجاهلين.. هكذا يكون طرحاً إيجابياً لمجتمعنا وديننا وأمتنا.. فسدد الله قلمك ووفّق أناملك وهذا العمل هو مصداق قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه
فمن لا يعرف الشر حري أن يقع فيه
لقد هتك الأخ فهد أستارهم، وفضح أوكارهم وأماط اللثام عن وسائلهم، لينشروا هذا الداء الوبيل في مجتمعنا، وكذلك كشف سير العملية الإنتاجية القذرة التي يمر بها.. وهذا هو عين إنكار المنكر باللسان.. هكذا نريدك يا ابن جليد تكون اسماً على مسماك ولفظك يطابق معناك، نريدك جلاداً للمفسدين والمجرمين! نريدك تتناول معالي الأمور (اعتزل ذكر الأغاني والغزل وقل الفصل وجانب من هزل) قال جدك عمر رضي الله عنه سمي المزاح مزاحاً لأنه يزيح صاحبه عن الحق والضحية عند شيوع هذا الغول الأثيم هم المجتمع والأسرة والأطفال والدولة والمال والعيال والمآل.. وصدق صلى الله عليه وسلم عندما سمى الخمر (أم الخبائث). والفضل أولاً وآخراً موصول لرجال الهيئة الذين يلاقون الأمرّين في هتك أستار هؤلاء وفضح أوكارهم عند المداهمات.. ويا أسفى أن يأتي لبلادنا غرباء أذلاء، ثم يجدون في مجتمعنا موطئ قدم لتفريخ إجرامهم، ومناخاً ملائماً ليعيثوا فيه فساداً، ويجدوا فينا تربة خصبة لترويج الخمور والمخدرات ويروّجوا لكؤوس الموت! ولا بد لحماية الدار من رجال..
الدار مثل البنت يكشف مغطاه
لا صار ما تدرى عواقب رجاله
علماً بأن الهيئة تشارك في حرب المخدرات غيرة وحمية على المجتمع، وإلا فليس هو صلب تخصصها، فالعشم في رجال الجوازات والمخدرات والأمن، أن ينظفوا بلادنا من باعة الموت، الذين يحيون جيوبهم بإهلاك بلادنا وأولادنا! سيما ونحن نقف هذه الأيام على خطر يهدد أمننا ووطننا، وذلك بانتشار المتسلّلين من الحد الجنوبي الذين يروّجون للخمر والمخدرات مصطحبين أسلحة إيرانية كما ذكرت جريدة الجزيرة في 25-1-1434هـ وبيَّض الله وجوه شبابنا الذين يتعاونون مع الجهات الحكومية لفضح المجرمين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.. فهذه هي الوطنية الحقة الصالحة، وهذه هي الغيرة على المجتمع وعلى الدين والوطن، فأهيب بالمجتمع أن يستشعر كل واحد منا أنه على ثغر وأن الدار داره وأن البيت بيته وأن المجتمع مجتمعه الله الله أن تؤتى ديارنا من قبلكم فالله سبحانه ساوى بين حب الأوطان وقتل الأنفس كما قال {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ} النساء66 .
وللأوطان في دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق
والسلام عليكم..
- د. علي الحماد