أَرَأَيْتِ يَا قُدْسُ غَزَّةَ الأَحْرَارْ
أَرَأَيْتِ
شُمُوخَهَا.. عِزَّتَهَا.. إِبَاءَهَا
وَهِيَ تُوَاجِهُ الإِعْصَارْ؟
أَرَأَيْتِ
شُيُوخَهَا.. نِسَاءَهَا.. أَطْفَالَهَا
وشَبَابَهَا الْمِغْوَارْ
***
أَرَأَيْتِ يَا قُدْسُ الانْتِصَارْ
أَرَأَيْتِ كَتَائِبَ الْقَسَّامْ
وَسَرَايَا الْقدْسْ
وَشُهَدَاءَ الأَقْصَى
وَأَلْوِيَةَ النَّاصِرِ صَلَاحَ الدِّينْ
وَلِجَانَ الْمُقَاوَمَةِ الْوَطَنِيَّةِ
وَرِفَاقَهُمُ الثُّوَّارْ
أَرَأَيْتِ
كَيْفَ أَشْعَلُوا بِالْعِدَا بُرْكَانَ نَارْ
***
أَرَأَيْتِ يَا قُدْسُ هَبَّةَ الأَبْرَارْ
أَرَأَيْتِ رَئِيسَ مِصْرَ؛ رَمْزَ الشَّهَامَةِ وَالْفَخَارْ
أَرَأَيْتِهِ كَيْفَ انْتَفَضَ
يُلْهِبُ الْقُلُوبَ.. يَشُدُّ الْأَزْرَ.. وَيُشْعِلُ الْأَنْوَارْ
لَا لِغَزَّةَ وَحْدَهَا.. وَنَحْنُ أُمَّةُ الْمِلْيَارْ
سَلِمْتَ يَا مُرْسِي
شَطَبْتَ بِعَزْمِكَ عَهْدَ الشَّنَارْ
وَرَفَعْتَ لِمِصْرَ نُوراً عَالِياً
يُعَانِقُ الْأَقْمَارْ
***
أَوَّاهُ يَا قُدْسُ
لا تَسْأَلِيْ عَنْ آخَرِينَ
فَبَعْضُهُمْ
آثَرَ الإِدْبَارْ؛
غَدَرَ أَهْلَهُ وَشَعْبَهْ
خَانَ نَفْسَهُ وَصَحْبَهْ
وَبَاعَ أَرْضَهُ وَعِرْضَهْ
لِلشِّيكِلِ وَالدُّولارْ
***
وَبَعْضُهُمْ
يَدْرِي.. وَلا يَدْرِي
شَرِبَ حَتَّى غَابْ
فَتَاهَ لَيْلَهُ.. وَنَامَ نَهَارَهُ
وَبَعْدَمَا انْتَصَرَ الأَبْطَالْ
نَكَّسَ رَأْسَهْ
كَعَدُوِّنَا
بِخِزْيٍ وَعَارْ
***
وَبَعْضُهُمْ
وَشَّحُوهُ (الْوِسَامْ)
ثُمَّ أَلْبَسُوهُ اللِّجَامَ
وَامْتَطُوهُ وَخْزًا وَشَدّاً
تَارَةً نَحْوَ الْيَمِينِ
وَأُخْرَى صَوْبَ الْيَسَارْ
وَهُوَ خَلْفَهُمْ أَوْ تَحْتَهُمْ
لا يَصُدُّ وَلا يَرُدّْ
تَمَامًا كَأُولَئِكَ (الشُّطَّارْ)!
***
لا يَا قُدْسُ
لا تَحْزَنِي لأَيْدٍ كَبَّلَهَا السِّوَارْ
دَعْكِ يَا قُدْسُ مِنْهُمْ
فَحَسْبُهُمْ رَبُّ الْعِزَّةِ الْقَهَّارْ
وَاطْمَئِنِّي
سَنَسْتَرِدُّ - بِإِذْنِ اللَّهِ - حُقُوقَنَا
بِإيمَانِنَا
بِعَزْمِنَا
بِدِمَائِنَا
ثُمَّ بِسَيْفِنَا الْبَتَّارْ