|
لا يخفى على كل مسلم بصير ما تعاني من الأمة الإسلامية اليوم من محاربة أعداء الدين لها، بشتى الوسائل، وعدم رضاهم عنها، ومحاولتهم للنيل منها، وذلك منذ فجر النبوة كما أخبر بذلك الله عز وجل.
ومن أخطر وسائل أعداء الدين وسيلة التشكيك في الإسلام وبثهم الشبهات حوله، تحت ما يسمى بالاستشراق الذي هو غطاء لأهداف أساسية منها:
- إعداد بحوث ودراسات لمحاربة الإسلام، واتباع طرق عديدة لتحقيق ذلك كالطعن في عقيدته والتشكيك في أصوله ومصادره، ومحاولة تحطيم الأمة الإسلامية، وتجزئتها وبعث الطوائف الضالة والحركات الهدامة، والاهتمام بالفرق البدعية لعقائدها وأفكارها، وإسقاط وصف أهل السنة والجماعة على بعضها وتضخيم أدوارها، وإبراز رجالها، وتحقيق كتبهم وتشجيع العلوم الفاسدة كعلم الكلام، والفلسفة والمنطق، وإثارة الفتن والنعرات الطائفية بين المسلمين.
- دراسة كل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين لخدمة التنصير.
- خدمة الجهات الاستعمارية لاستغلال الدول الإسلامية والاستفادة من خيراتها.
وفي هذا الإطار أصدرت مكتبة الرشد «ناشرون» عبر سلسلة الرشد للرسائل الجامعية عملاً موسوعياً متميزاً بعنوان «موقف المستشرقين من علم الكلام والأشاعرة.. عرض ونقد في ضوء منهج أهل السنة والجماعة» للدكتورة هدى بنت ناصر الشلالي أستاذة العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
العمل يطرح الكثير من الرؤى والقضايا حول الاستشراق وخطورته بأنه ليس مقتصراً على العالم الإسلام فقط، بل تجاوز ليشمل كل المسلمين في شتى بقاع الأرض، ويشمل كذلك غير المسلمين عن طريق إمدادهم بمعلومات خاطئة عنها، وتشويهه أمام الراغبين في معرفته، لذا وجب تنفيذ أقوالهم، وتفتيت جهودهم، والسعي لحماية الإسلام وعقيدته المعتمدة على الكتاب والسنة، وتميزها عن غيرها من الأفكار والمعتقدات الخاطئة والداخلية.