في حضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أعلنت المملكة - بحمد من الله- موازنة الدولة للعام 1434هـ - 1435هـ.
تحمل الموازنة الجديدة في طياتها قيماً إنسانية غاية في الطموح لبولغ الآمال في تحسين مستوى معيشة الإنسان المواطن السعودي.
وما يجدر ذكره أننا سوف لا نتناول في مقالنا هذا المفهومات الإستراتيجية، والأصول والمقاييس المحاسبية، لكننا سنتناولها من وجهة نظر اجتماعية لما تحمله من تأكيد على قيم إنسانية الإنسان السعودي الذي يتسم بوعي إدراكي عالٍ الأمر الذي يضفي عليه قدراً من نعم الله السابغة في جنبات حياته كافة. وبالنظر لتلك القيم الواردة بالموازنة يمكننا القول إن مسؤولية الدولة العظيمة التي تدعمها موازنة العام تتمثل في قيادة البلاد تجاه النهضة والتنمية والتحضر، ولم نعد نقول إننا في طريقنا إلى التقدم، لا بل ها نحن أحرزنا قدراً كبيراً فيه توضحه الحقائق والمعطيات على أرض الواقع المعاش. وتأكيد ذلك أن الحجم الإجمالي للموازنة هذا العام 1434 - 1435هـ مبلغ قيمته 829 مليار ريال كأكبر ميزانية في تاريخ المملكة، خصص منها مبلغ 820 مليار ريال للمصروفات يتوجه منها للصرف على الرواتب والأجور وتغطية الزيادات التي طرأت على الأجور، ومقابل توفير فرص عمل جديدة في جميع القطاعات، فضلاً عن تخصيص (مبالغ) لبناء مساكن جديدة، ولصيانة وتجديد المرافق الصحية وإنشاء المستشفيات، ومبالغ أخرى للمصروفات الخدمية والتنموية في القطاعات والجوانب التعليمية والبحثية والرعاية الصحية والاجتماعية التي تَشْرف به وهو تنمية الإنسان بقطاعاته وفئاته وشرائحه المختلفة، ليتم من خلال ذلك تكملة مخططات التنمية والإصلاح التي بدأ العمل بها منذ سنوات عدة سجلتها الأرقام القياسية الواردة بالميزانية لاستمرار دعمه وتمويله لما يحمله من خير للشعب السعودي عامة، حيث ترد بمخططات التنمية مشروعات عملاقة تستوعب قوى عمل كبيرة الحجم، ويتيح فرصاً جديدة لاستثمارات التي تعين في دفع عجلة الإنتاج في كل المجالات ليس في المنتج الصناعي وحده بل يترافق معه المنجز الخدمي الاجتماعي والصحي والثقافي.
لهذا وغيره من آليات دعم المخططات التنموية النهوضية تزيدنا إيماناً بأن نعم الله تثري علينا بفضله منذ أن وهب لنا قيادة رشيدة حكيمة تمثلت في الملك المفدى الموحد الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - وتبعه أبناؤه البررة وقد نهلوا من ذات المعين الداعم لشعبنا الأبي الذي يحمل لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمين كل الحب والعرفان والوفاء لمليكنا المفدى ونسأل الله له الصحة والعافية وطول العمر، وكل عام وأنتم بخير.