كل صاحب مهنة وموهبة يحاول دوما أن يقنع الناس بها بل ويبذل الكثير منسب الإقناع في سبيل ظهورها في أبهى الحلل ويسوق أجمل الأمثلة لكي تظهر بشكل ملفت لائق بهي ينعكس عليه برقي ويقدمه أكثر وأكبر في قلوب الناس وفي مجالسهم.
ولكن ما نراه في ساحة الشعر (البهية) مجازا.. لا يعكس أي رقي أو أي احترام لهذا الأدب من صانعيه الشعراء بل إنهم ما يتوانون من التقليل من احترام الشعر ويبذلون الكثير (من حيث علموا أو لم يعلموا) من الأسباب التي تدعو لتحقير الشعر الشعبي.
فالأمثلة الشعرية التي نراها قائمة وتحمل صفة النجومية ما هي إلا أوعية فارغة إلا من الكلام وبعض الكلام المصفوف وكثير من (الهياط) وهم مما نراه من بعض الشعراء الذين للأسف تصدروا نجومية الزمان والمكان وليس نجومية الشعر طبعا لم نر منهم إلى تقديم أقدحة الاسترزاق في معاريض وبلاط الوجهاء والأمراء فابتعدوا عن المدح الجميل والقليل واندفعوا لطرق الأبواب المحلية والخارجية سعيا إلى (شرهة) هنا وشيك هناك, متبارين في تقديم الذل والعار على جبينهم بثوب الشعر الذي هو براء منهم براءة الذئب من دم يوسف.
يقول يزيد بن معاوية: «علموا أولادكم الشعر فوالله ماحكمت إلا به». أين نحن من كلام يزيد وأين أبناؤنا من تعلم الشعر الحالي الركيك والمؤدي إلى مسح الجوخ مقابل حفنة دراهم بائسة من رجل كريم.
نحن نقول لبعض الشعراء الذين زاحموا الفقراء على أبواب الأغنياء أن الشعر بريء منكم وأن الأدب بعيد عنكم فاحترموا الشعر وارفعوه أو ابتعدوا عنه وامضوا في استرزاقكم بدونه.
نهاية: لوالدي زبن بن عمير (رحمه الله):
لو أن يمناي ترقد ما تساعدني
والله لاقصها لو في حلا النومي
لو انها للحد بالقبر توردني
اصبر على مرها وان مت مرحومي
ولا قولة للعدو اللي مواسدني
شوفوه قاعد وهو ما هوب محشومي
zabin11@hotmail.comتويتر:@zabin2011