|
كتب - زبن بن عمير:
دخلت المملكة العربية السعودية صاحبة الوفد الدائم في اليونسكو عام 1946م وهي صاحبة الريادة والانضمام في المنطقة لليونسكو في حين أن دول الخليج قطر وعمان والبحرين والإمارات انضمت لليونسكو في عام 1972م و انضمت الكويت عام 1960م وتشمل تلك المنظمة فروعا كثيرة وكبيرة ولكن ما يخصنا هنا هي منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة التي أطلقت مصطلح التراث الثقافي غير المادي .
وقد عرفت اليونسكو بأن مصطلح «التراث الثقافي « قد تغير في مضمونه تغيراً كبيراً في العقود الأخيرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى الصكوك التي وضعتها اليونسكو. ولا يقتصر التراث الثقافي على المعالم التاريخية ومجموعات القطع الفنية والأثرية، وإنما يشمل أيضا التقاليد أو أشكال التعبير الحية الموروثة من أسلافنا والتي تداولتها الأجيال الواحد تلو الآخر وصولاً إلينا، مثل التقاليد الشفهية، والفنون الاستعراضية، والممارسات الاجتماعية، والطقوس، والمناسبات الاحتفالية، والمعارف والممارسات المتعلقة بالطبيعة والكون، والمعارف والمهارات في إنتاج الصناعات الحرفية التقليدية. وتشير المنظمة إلى أن التراث الثقافي غير المادي هو:
o تراث تقليدي ومعاصر وحي في الوقت ذاته؛ فالتراث الثقافي غير المادي لا يقتصر فقط على التقاليد الموروثة من الماضي وإنما يشمل أيضاً ممارسات ريفية وحضرية معاصرة تشارك فيها جماعات ثقافية متنوعة.
o تراث جامع: إن أشكال التعبير المنبثقة عن التراث الثقافي غير المادي التي نمارسها قد تكون مشابهة لأشكال التعبير التي يمارسها الآخرون. وسواء كان هؤلاء من قرية مجاورة أو من مدينة تقع في الجانب الآخر من العالم، أو هم جماعات هاجرت واستقرت في مناطق مختلقة، فإن كل أشكال التعبير التي يمارسونها تعد تراثا ثقافيا غير مادي. فهي أشكال للتعبير توارثتها الأجيال وتطورت استجابة لبيئاتهم، وهي تعطينا إحساساً بالهوية والاستمرارية وتشكل حلقة وصل بين ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. والتراث الثقافي غير المادي لا يثير أسئلة عما إذا كانت بعض الممارسات خاصة بثقافة ما أم لا. فهو يسهم في التماسك الاجتماعي ويحفز الشعور بالانتماء والمسؤولية، الأمر الذي يقوي عند الأفراد الشعور بالانتماء إلى مجتمع محلي واحد أو مجتمعات محلية مختلفة وأنهم جزء من المجتمع ككل.
o تراث تمثيلي: إن التراث الثقافي غير المادي لا يقيَّم باعتباره مجرد سلعة ثقافية أو لطابعه المتميز أو الاستثنائي وفق سلّم المقارنات. فهو يستمد قوته من جذوره في المجتمعات المحلية ويعتمد على هؤلاء الذين تنتقل معارفهم في مجال التقاليد والعادات والمهارات عبر الأجيال إلى بقية أفراد المجتمع أو إلى مجتمعات أخرى.
o تراث قائم على المجتمعات المحلية: لا يكون التراث الثقافي غير المادي تراثاً إلا حين تسبغ عليه هذه الصفة الأطراف التي تنتج هذا التراث وتحافظ عليه وتنقله، أي المجتمعات المحلية أو الجماعات أو الأفراد. فبدون اعتراف هؤلاء بتراثهم لا يمكن لأحد غيرهم أن يقرر بدلاً عنهم إن كان هذا الأمر أو ذاك يشكل جزءاً من تراثهم.
ومن هنا نجد أهمية ذلك التراث والمحافظة عليه والاهتمام بتوثيقه ونشره ودعمه وقد نجحت مؤخرا دولتي الإمارات وعمان في إدراج تراث التغرودة في قائمة التراث الثقافي الغير مادي2012م وقبلها نجحت الإمارات أيضا في إدخال تراث السدو إلى القائمة عام 2011م في حين أن ممثلي المملكة العربية السعودية في اليونسكو لم يدخلوا أي تراث ثقافي غير مادي إلى تلك القائمة التي ابتدأت عام 2008م وحتى اليوم باستثناء فن الصقارة والذي شاركنا به كثير من الدول واضعين بذلك أكثر من تساؤل في ذهن كثير من المتابعين والمهتمين .. هل هو أن السعودية خالية من التراث أم أن تراثها لا يهم النخب الموضوعة في اتخاذ القرار؟
في حين أن الأردن مثلا أدخلت المجال الثقافي لبدو البتراء ووادي الرم و مصر مثلا استطاعت أن تدرج السبرة الهلالية إلى القائمة وأدرجت تركيا رواة القصص العامة أيضا في حين أن العراق ادخل المقام العراقي وأدخلت اليمن أغنية صنعاء و بنغلاديش أدرجت غناء بول, في حين أن المكسيك مثلا دخلت باحتفال السكان الأصليين المخصّص للموتى في عام 2008 في حين أن كوريا أدخلت رقص المزارعين من أبناء الإثنية الكورية في الصين وتركيا دي فن الشعراء الجوالين.
الجدير بالذكر إن المملكة العربية السعودية تمكنت أن تدخل موقعي الحجر في مدائن صالح وحي الطريف في محافظة الدرعية فقط دون باقي أثار بلادنا الغالية وذلك ضمن قائمة التراث العالمي فكيف لم تتمكن من إدراج أي عنصر في قائمة التراث الثقافي!.