اطلعت على ما كتبته الأخت فاطمة العتيبي في جريدة الجزيرة عدد 14674، حول شغف البعض بحرف الدال، يسبق اسمه، سواء ناله بجدارة أو بغير جدارة. إن السبب في الشغف بهذا الحرف، يكمن في أنه المفتاح السحري لكافة أبواب المناصب القيادية الكبيرة منها والصغير، وفي كافة القطاعات الحكومية. بينما لا نجد مثل هذه المبالغة بالاهتمام بهذا الحرف، في القطاعات الأهلية، فالكفاءة والخبرة، هما اللتان تحددان مكانة هذا أو ذاك. نعم لهذا الحرف ثقله ووزنه، في قاعات التدريس، وفي مراكز البحوث.. أما المهام الإدارية فالخبرة والتجربة، هي ما ينبغي أن يعوّل عليه في اختيار من يشغل تلك المناصب. أما أن تسند لشخص ما، لمجرد حصوله على مؤهل تعليمي عال فقط، دون النظر لخبراته، وتجاربه السابقة، أو أن مؤهله التعليمي العالي، له علاقة بالعمل المكلّف بإدارته، فالذي تخصصه دكتوراه في الأدب المقارن مثلاً، أو في إحدى الشخصيات التاريخية، أو الأدبية.. هل في إمكانه القيام بمتطلبات عمل إداري لا علاقة له بمؤهله التعليمي العالي.
وختاماً: لا بد من إعادة النظر، في اختيار من يشغل تلك المناصب القيادية، وأن لا يكون المؤهل التعليمي العالي هو الشرط الوحيد لشغل تلك المناصب المهمة. كما أن هذا هو الطريق الأمثل في الحد، من تهافت الناس على شراء تلك المؤهلات العلمية العالية، إذ لا يمكن لمن يحمل مؤهلاً مزوّراً الدخول إلى قاعات التدريس، وإلقاء المحاضرات، فمن أول محاضرة ستنكشف حقيقته، ويظهر زيف شهادته.
محمد بن فيصل الفيصل