قرأت ما كتبه الدكتور محمد العوين في زاويته كلمات عن كلية اللغة العربية بالرياض، حيث كنت أحد خريجيها سنة 1378هـ، ولقد أثار الشجون بتلك الذكريات التي تداعت في النفس بل أذكى هذه الذكريات في النفس والتي تمثل جزءاً من سنوات الصبا وجزءاً من عمر التعليم في بلادنا. فقد تركت هذه الكلية آثاراً واضحة في الأجيال التي قدمتها ممن شاركوا في النهضة العلمية ودفع المسيرة المباركة.. لقد تذكرت أولئك الأساتذة الأعلام الذين تجلجل أصواتهم في قاعات الدرس وهم يشرحون المسائل النحوية والبلاغية. إن الحديث عن هذه الكلية يكتسب خصوصية وتميزاً، وكانت صورة مشرفة للتعليم، كما كان ناديها الأدبي يحفل بالموضوعات الأدبية والقصائد والتعليقات والنوادر. وكان أساتذتها يعملون بكل جهد وإخلاص ولم يدخروا وسعاً في تعليمنا وإعطائنا كل ما لديهم من معرفة وعلم. أتذكر منهم مع حفظ الألقاب عبدالعزيز بن باز، عبدالرزاق عفيفي، محمد أمين الشنقيطي، يوسف عمر، يوسف الضبع، محمد رفعت، عبداللطيف سرحان، محمد سرحان، وغيرهم من العلماء الأفاضل. وكان عميد الكلية الشيخ حمد الجاسر ثم الشيخ عبدالله بن خميس ثم الشيخ عبدالعزيز المسند. وكان الأساتذة عندنا محل العناية والتقدير، فهذه الكلية عطاؤها كبير وثمارها تجنى في كل عام. فهذا الصرح العلمي غرس فينا حب العلم واحترام المعلمين والثقة بالنفس والعمل العلمي الجاد، وكانت الرابطة التي تربطنا كزملاء قوية جداً. إن الحديث عنها ذو شجون ولربما أتيحت لي الفرصة لمواصلة الحديث عما تبقى منها. إن الدكتور محمد العوين جعلني أستعيد الذكريات بكل ما فيها من إطلالة على الماضي وتلاحق للحاضر وتناثر لنقط من الذكريات. ولقد رصد الدكتور محمد في ذكرياته وفاءه للماضي وللدور الريادي لهذه الكلية والتي تخرج منها مجموعة من الكفاءات الوطنية أسهمت بالكثير من العطاء والجهد في خدمة دينها ووطنها. وشكراً للدكتور محمد الذي أيقظ الذاكرة في غفوة من السنين، وأسأل الله التوفيق والسداد.
عبد الله بن حمد الحقيل