كنتُ ضمن فريق فصل أول توأمين سياميين في السعودية، عام 1991م بالمستشفى التخصصي. وكان رئيس الفريق هو نفسه د. عبدالله الربيعة. وحينما انتقل أبو خالد لمدينة الملك فهد للحرس الوطني، وأجرى هناك عملية أخرى، اقترحت عليه أن يجري العمليات اللاحقة بمستشفيات جديدة، ليعطي فرصة أوسع للجراحين والأطباء والأخصائيين والفنيين للاستفادة من هذه التجربة. وبعد أن تبوأ منصب وزير الصحة، كررت اقتراحي، كون كل المستشفيات صارت ضمن نطاق عمله، وليس التخصصي أو الحرس الوطني، كما كان في السابق. بعد فصل التوأمين عبدالله وسلمان، يوم الجمعة الماضي، صرح د. الربيعة (كوزير صحة) بأنه يسعى لإعداد جيل متخصص في عمليات فصل التوائم، وهذا المشروع في رأيي، هو ما سيؤكد أهلية مستشفياتنا لتحقيق الإنجازات الجراحية بطواقمها، دون الاعتماد على جهد أو إبداع فردي. وأنا هنا لا أقلل من تميز د. عبدالله، ولكن من غير المعقول ألا يظهر في الحياة الطبية السعودية، طيلة 21 عاماً، جراحٌ واحد يجري عمليات فصل التوائم. وربما أن الخطأ ليس خطأ د. الربيعة الجراح، ولكنه حتماً خطأ د. الربيعة الوزير.
من هنا، فإن هذا التصريح، وإن جاء متأخراً، فإنه بلا شك يحسب له، وسيحسب له أكثر، إن رأينا نجماً شاباً، يدخل غمار هذه الجراحة التي ليس لها نجم واحد، بل الكل فيها نجوم.