ثمة طائر ملون غريب، ارتكن على غصن البرتقالة في شارفة المدخل الرئيس للبيت..
الصغار وقفوا رافعين رؤوسهم يناظرونه بدهشات بريئة..
المرأة المسنة على عربتها تحمل على ساعديها لتصل نحوا من المسافة تمكنها من رؤيته..
صاحبة المنزل هرعت لمطبخها تحضر له ماء وحبوبا..
العاملة في المنزل أخذت بلغتها تصدر أصواتا لإعجابها..
والطائر يحرك رأسه يمينا ويسارا..،
يرخي هدبه تارة، ويشرع نظراته تارة..
الكل يهدأ حين حرك جناحيه.. خشية أن يطير..
لكنه لم يفعل..
استمر الجميع متجمدين بلا حركة خشية إزعاجه..
يتأملون ألوانه..
أصدر أصواتا بدأت خفيفة ثم علت..
الجميع يتأوهون إعجابا به..
مستسلمين لتأثير إغرائه، وجمال ألوانه، و لوداعة أصواته..
فرد جناحيه..
لم يطر..
احتوى مساحة من أغصان الشجرة..
خيل لهم بأنه يغطيهم بجناحيه..
لم يطر..
اختار مكانه واستقر..
لم يطر..
احتواهم بجناحيه..
لم ينبتوا بكلمة..
هيمن بجناحيه..
بقت عيونهم معلقة فيه..
وكأنهم حجارة شطرنج يتحركون حيث يلف رأسه، ويمد قدميه.. وينشر جناحيه..
ما همهم ليل يقبل، ولا برد يقصف..، ولا جوع يحرق..
الطائر الغريب سباهم بألوانه، وهيمن عليهم بجناحيه..!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855