لم تمض أشهر قليلة على حادثة انفجار شاحنة نقل الغاز في شرق الرياض؛ التي تسببت في أضرار بشرية ومادية فادحة؛ حتى تفاجأنا بحادثة اشتعال شاحنة بنزين على طريق الجبيل الدمام المكتظ بالسيارات؛ ما أدى إلى إغلاقه بعد اشتعال النيران على طول الطريق في مشهد مروع عكس حجم الأضرار المتوقع حدوثها نتيجة حوادث شاحنات الوقود؛ والبتروكيماويات.
طريق الجبيل الدمام بات أحد طرق الموت المنتشرة في المملكة بسبب الشاحنات التي لا تُراعي أنظمة الأمن والسلامة و يتعمد سائقوها مخالفة الأنظمة المرورية وقيادتها بتهور؛ متكئين على بوليصة التأمين القادرة على إنقاذهم من التبعات المالية دون الاكتراث بأرواح البشر.
أنواع مختلفة من الشاحنات التي تعبر الطريق صباح مساء مهددة مرتاديه بالأخطار القاتلة دون أن يجدوا من يردعهم أو ينظم حركتهم على أقل تقدير. شاحنات نقل الوقود والبتروكيماويات باتت تشكل خطراً على أمن وسلامة سكان المدن ومرتادي الطرق السريعة؛ ويمكن تصنيف حوادثها ضمن «الحوادث الكارثية» التي لا يمكن التعامل معها بسهولة؛ خاصة شاحنات نقل الغاز والبتروكيماويات. النقل التقليدي بالشاحنات لم يعد مطبقاً في معظم دول العالم؛ بل أن بعض الدول الفقيرة تمتلك شبكات متكاملة لنقل الغاز ومنتجات الوقود.
المملكة في حاجة ماسة إلى إنشاء شبكة أنابيب متكاملة لنقل الغاز والبنزين والديزل من معامل الإنتاج؛ والتخزين إلى وجهتها النهائية؛ إنشاء شبكة نقل متكاملة تربط مناطق المملكة ومدنها، سيحقق الأمن والسلامة للجميع؛ وسيسهل عملية النقل؛ وسيضمن إيصال الإمدادات في وقتها؛ وسيحد من إكتظاظ الشاحنات على الطرق السريعة ودخولها المدن؛ وسيحمي الطرق من التصدعات التي تتسبب بها شاحنات النقل الثقيلة. مشروع شبكة نقل الوقود من المشروعات الوطنية الإستراتيجية التي لا يمكن الاستغناء عنها؛ الاستثمار في قطاع إنتاج النفط والغاز يجب ألا يبعدنا عن الاستثمار في شبكات النقل الحديثة المرتبطة به؛ وأحسب أنها أكثر أهمية من الاستثمارات الموجهة لزيادة الطاقة الإنتاجية أو التنقيب؛ فإنتاج المملكة من النفط يفوق حاجتها المالية والاستهلاكية بكثير؛ في الوقت الذي تحتاج فيه إلى شبكات متطورة لنقل الغاز والمكررات النفطية وفق آلية آمنة وكفوءة تحقق لها الأهداف الأمنية والإستراتيجية.
نقل المواد البتروكيماوية لا يقل خطورة عن نقل منتجات الوقود؛ خاصة مع عدم التزام شاحنات النقل بمعايير السلامة؛ أعتقد أننا في حاجة ماسة للتعجيل في إنشاء خط الحديد الذي يربط بين رأس الخير؛ والجبيل الصناعية؛ والدمام.. بإنشاء هذا الخط يمكن أن تنتهي أزمة شاحنات الموت التي تقطع طريق الجبيل الدمام والرياض أيضاً.. النقل بواسطة القطارات أكثر أمنا وكفاءة وسيسهم في حماية الأرواح والممتلكات؛ والطرق السريعة؛ وسيحقق نقلة نوعية لوسائل النقل وحركة البضائع بين المدن؛ إضافة إلى ذلك فإنشاء خط قطارات لنقل المسافرين سينهي مشكلة غالبية سكان المنطقة الشرقية؛ من الموظفين وطلاب الجامعات والمسافرين؛ مع الطرق السريعة وتكدس المركبات وحوادث السير.. أكثر من600 ألف مسافر يقطعون طريق الدمام الجبيل يومياً وهم في أمس الحاجة لوسيلة نقل آمنة تُقلهم إلى وجهتهم وتعيدهم منها.وقبل أن ترى تلك المشروعات المقترحة النور؛ أتمنى من المسؤولين في قطاع المرور منع استخدام الشاحنات بأنواعها؛ طريق الجبيل الدمام؛ وتحويلها إلى «طريق ابوحدرية» للحد من زحمة الطريق وخفض المخاطر وللمحافظة على أرواح البشر.
f.albuainain@hotmail.com