يدعون حبها..،
تسارعوا للحضور بكلماتهم عنها في «يومها»..!
حصروها بين أقواس المحبة، ضغطوا عليها وجدا.. بقوة،
حتى خُيِّـل لي بأن أنفاسها قد اختنقت بين أحضان أقواسهم..!!
تعجبوا كثيرا ممن لا همَّة له في قضاياها..
نثروا دهشاتهم عن تخلف أدوار المقتدرين في أمورها..
صوروها في أبهى مقاعد عزها..
وسموها بأرقى صفاتها..
حتى يُخيِّل لك أنها هويتهم غير الورقية المهملة في الأدراج..،
وأنها محاضنهم التي ليست مشرعة على العجاج..!
وأنهم قوم قادرون عليها..
حبيبتهم المعززة..،
وهويتهم المصانة..،
ووسمهم الموقر..،
ودرعهم في المواقف..،
وعضدهم عند التراخي..
عبّروا عن شغفهم بها في «يومها» كالمتيَّم..الولِه.. الحافظ حقَّها، الحامي عرينَها، المنافح عنها، الحارس لخفقها، وراحتها..!
لكنهم فعلوا ذلك كما يفعلون في كل «يوم»، وفي أي «مناسبة»..،
تسارعوا لها في كل موقع جعلوا لأنفسهم فيه مكانا..
فكيف عبروا عن هذا الحب الجارف..؟، والحضور الوارف في مواقع تواصلهم عنها..؟!!
جرحوها وهي الحبيبة،.. أحرجوها وهي الهوية،.. كسَّروها وهي العضد..
«اللغة العربية»، هذه المكلومة المألومة..
فإنهم وهم يتغنون بهذه الحبيبة، اتخذ أغلبهم الدارجة من اللغة لسان تعبيرهم عنها..،
لم ينج من هذا أكاديمي يقف في مدرج جامعة، ولا مختص يُجري جهوده دأبا، ولا مبدع لا يستهويه غير يراعها..
إلا القليل الذين أحبوها بقوامها، وتغنوا بها بأجمل ما فيها، وحرصوا عليها ما استطاعوا..
لكنهم قليل لا يكاد يبين بين مئات ممن كتب عنها، ومن يكتب بحروفها في مواقع تواصلهم..، وحوارهم، وآرائهم،
حسبتها في «يومها»، وفي كل أيامهم.. حزينة مكلومة..
فأي حبٍ هذا؟!
لكن كما قالوا: «من الحب ما قتل» !
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855