|
بقلم : ديفيد كاي وليامز وماري ميشيل سكوت:
ما هو أكبر عائق يعترض طريق الابتكار داخل مؤسسة؟ إنه الخوف.
منذ وقت طويل يعود إلى العام 2004، قام بحث صادر عن إليزابيت وولف موريسون وفرانسيس جاي ميليكن من كلية «سترين للأعمال» في جامعة نيويورك باعتبار الخوف – والصمت الناتج عنه، عندما يعمل الموظفون في ظل ثقافة من الخوف – أهم عائق يعترض سبيل الابتكار. والجدير ذكره أن استطلاعا أجرته شركة «أكاونت تمبس» Accountemps مؤخراً يؤكد على أن المشكلة لا تزال قائمة في العام 2012.
فما الذي يخشاه الموظفون؟ كشف الموظفون المشاركون في الاستطلاع المسائل الخمس التالية:
1. يأتي الخوف من ارتكاب خطأ في طليعة القائمة (وقد تحدّث عنه 28% من المشاركين في الاستطلاع)
2. الخوف من التطرّق إلى عملاء صعبي المراس.
3. الخوف من الوقوع في خلاف مع أحد المدراء.
4. الخوف من التحدّث أمام مجموعة.
5. الخوف من حصول خلافات مع الزملاء.
إن كانت نسبة ثلاثة في المئة فقط من الموظفين، وفقاً لاستطلاع «أكاونت تمبس»، تعتبر أنها «لا تعرف الخوف»، فلن يفاجئنا أن تواجه الشركات صعوبات في مجال الابتكار.
كيف يمكننا أن نساعد الموظفين ليتغلّبوا على مخاوفهم؟ نقترح الخطوات الثلاث التالية:
1. علينا أن نتعلّم كيف نثق فعلاً بموظّفينا. ومن الضروري أن نثق بقدراتهم وبمواطن قوّتهم الفطرية. وعلينا أن نثق بأنهم سيقدّمون أفضل ما تشمله طبيعتهم، وهو أمر لن يكون ممكناً إلا إن عامل القادة موظفيهم على أنهم أشخاص مبدعون وقادرون بالكامل. وعلينا أن نثق بقدرتهم على رعاية بعضهم البعض، والاهتمام بعملائهم.
2. من الضروري أن نعتمد على المبادئ، بدلاً من السياسات، للتحكم بأفعالنا. وبدلاً من إدارة الموظفين باللجوء إلى القوانين، فكّروا في إمكانية الاتفاق على مبادئ توجيهية. وفي شركة «فيشبول» للبرمجيات التي نديرها، نعتمد سبعة مبادئ غير قابلة للجدل، هي الاحترام، والإيمان، والثقة، والوفاء، والشجاعة، والامتنان، والالتزام. ومن خلال اعتماد هذه المبادئ الأساسية، ليس من المفترض أن يشعر الموظفون بالخوف إزاء إمكانية ارتكابهم خطأً.
3. من الضروري أن يقوم الموظفون بتجارب قبل أن يبتكروا، مع العلم بأن موظفاً خائفاً لن يتمكن يوماً من القيام بتجارب. ولكن في محيط من الثقة، يسجل نجاح لدى الأفراد وضمن فرق العمل، بفضل توافر فرصة للابتكار ولتجربة مقاربات جديدة. وهم يفهمون أن الفرص لن تتأتى إلا بعد ارتكاب الأخطاء.
وعلينا أن نبتعد عن بيئات العمل التي تستند إلى القيادة والسيطرة. ومن الضروري أن نتخلص من الخوف، كي يكون الابتكار ممكنا فعلاً. وإن كنتم مستعدّين لخوض هذا التحدي، فستذهلكم التغيّرات التي سترونها.
(يتبوأ ديفيد كاي وليامز وماري ميشيل سكوت على التوالي منصبي الرئيس التنفيذي والرئيسة في شركة «فيشبول» التي تنتج برمجية «فيشبول إنفنتوري» Fishbowl Inventory Software، وتعدّ من أسرع الشركات نمواً في يوتا وفي الولايات المتحدة. ويقع مقر «فيشبول» في أوريم، في ولاية يوتا).