تشهد معظم المدن السورية منذ أكثر من عام، بما فيها الحاضرة دمشق، مدينةً وغوطةً وريفاً، تشهد انتفاضة شعبية ضد نظام الحكم هناك لم يُشهد لها مثيل منذ زمن طويل، وقد جوبهت تلك الانتفاضة منذ أيامها البكر بتجريد النظام كل أسلحة الدمار المتاحة له، براً وجواً لوأدها، فلم تزدد الانتفاضة إلاّ اتساعاً جغرافياً وصموداً ميدانياً واستقطاباً للتأييد عربياً ودولياً: وغدت (المعارك) غير المتكافئة بين النظام، والإرادة الشعبية المتمرّدة عليه مادة دسمة لنشرات الأخبار العالمية وتعليقاتها صبحاً وظهراً وعشياً، مسموعها ومرئيّها، حتى ليخال للمرء أحياناً أنه لم يَعُد في الساحة الدولية من حراك يستحق المتابعة سوى رحى الحرب السورية الطاحنة ليلاً ونهاراً.
***
- لقد حوّل القصف العنيف والمتواصل من قِبل قوات النظام، الجوّيُ منه والميداني، لمعظم المدن السورية وقراها إلى ساحات موحشة ملوّثة بالدم والدّمع مثقلة بالدمار وخراب الديار! وباتت شوارع المدن وحواريها وطرقاتها ساحاتِ استشهادٍ يومي للأبرياء من الناس، يتقدمهم النساء والأطفال الذين لا ذنب لهم سوى الرغبة المشروعة في وضع حدٍّ للجحيم اليومي الذي يصْلون فيه ناراً تلظّى والحلم بغدٍ أفضل لهم أمناً ومعاشاً!
***
وبعد..،
) فليس لكاتب هذه السطور من حيلة حيال هذا الموقف - المرزوء بالحزن والقهر، المخضب بدماء الشهداء والجرحى - ليس له سوى الدعاء إلى الله العليّ القدير فاطر السموات والأرض أن يرفع الغمّة عن أشقائنا في بلاد الشام، وأن يظهرهم على من عاداهم، وسلّط جحيمه عليهم من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم، داخل مهاجعهم وخارجها.
***
- اللهم مكِّنهم، بحولك وقوّتك ورحمتك، أن يروا النور السّاطع في نهاية نفق مأساتهم الطويلة، كي ينفضوا عنهم غبار الحزن وبارود الموت الأسود، ويستعيدوا ثقتهم وقدرتهم على العبور نحو برّ الأمن والحرية والسلام! اللهم آمين.