بكل معاني الحب والوفاء
بكل دلائل الفرح والسرور
بكل معالم الاستبشار
بكل مشاعر التقدير والإجلال
بقلوب مفعمة بخالص الود والحمد
علت البسمة الشفاه، ورفعت الأيدي بالدعاء، وردّدت الألسن بكل صدق وسرور قول أبي الطيب المتنبي:
المجد عوفي إذ عوفيت والكرم
وزال عنك إلى أعدائك الألم
نعم زال عنك يا خادم الحرمين الشريفين إلى أعدائك الألم، بكل الصدق والاستبشار يردّد هذا البيت لأبي الطيب المتنبي، المجد عوفي ردّدته الألسن فرحة جذلى، هذه حال بيتنا الكبير الآمن “ المملكة العربية السعودية “ البيت الذي طالما ظلل أبناؤه بوارف أمنه وأمانه وخيراته، لقد علت البسمات مشرقة، علت صادقة نابعة من وجدانات المحبين، فها هي تعبّر عن صادق مشاعرها، وخالص ودِّها، بسلامتك يا خادم الحرمين وعافيتك، لقد أحبّتك كل القلوب، والحب الأصيل لا يخفى حتى وإن حال دون العزائم حائل منع إظهار مكنوناته بالصور اللائقة، والإمكانات اللازمة، لقد تملّك حبك القلوب، وتمكن منها تقديراً واحتراماً وإجلالاً، وهي بهذه الحال التي لم تتمكن فيها من إظهار حبها ومودّتها رغم عزمها وإصرارها، تدعو لك ولسان حالها يردّد متّعك الله بالصحة والعافية، ودمت سليماً معافى.
هذه حال أبناء المملكة العربية السعودية الأوفياء، وهم يرون الملك المفدّى يسير على قدميه، حيث عمّت البهجة نفوسهم، وغمرت الفرحة الأجواء برؤية الملك الإنسان، الذي يقصر بليغ اللسان عن وصف ما يكنّه الوجدان تجاهه من حب وتقدير وهو الذي عرف بصادق المشاعر تجاه أبناء وطنه، فغدا بهذه المشاعر ملء السمع والبصر ليس على مستوى الوطن فحسب، بل تعدّاه إلى خارج الحدود، حيث تواترت هذه السمة الكريمة في مقامه الكريم سجية أصيلة ملازمة، لأنه عرف، كريم الفعال، كريم الطباع.
فالكل في شوق إلى التعبير عن حبه الكبير لقائد تملّك القلوب، وأسر الوجدان، لكن اللسان والبنان يعجزان عن التعبير عما يعتلج في الخواطر والضمائر من رغبة مخلصة صادقة، في أن تجسّد ما تحمله القلوب من مشاعر إلى واقع يليق بالمقام الكريم الذي يكن له أبناء المملكة الحبيبة كل الحب والود والتقدير.
ولعل من أوضح الدلائل على صادق المحبة والولاء، أن يتبادل الكل التهاني بشفاء خادم الحرمين وعافيته، ويتبارون طائعين مختارين في التهنئة بهذا الشفاء، إنه الأب الذي استحوذ على حب أبنائه، فأحبّه كل فرد وكل أسرة بإخلاص وصدق، ولهذا هاهم يتطلّعون بشوق عارم إلى إظهار دلائل فرحتهم وسعادتهم بسلامته وعافيته، فكل أسرة تعد خادم الحرمين واحداً منها، فهو القريب منها بما يحمله لها ويكنّه تجاهها من رغبة صادقة في تحقيق مزيد من الرخاء والرفاهية والسعادة، وهو القريب إليها بيده المعطاءة الكريمة الساعية في كل وجه من أوجه الخير والبناء والتنمية لتغمر بفيض عطائها كل أرجاء الوطن وأهله.
إنّ العلاقة الحميمية التي تشمل أهل المملكة كلهم بوشائجها تُعَد سمة يتميّزون بها، فهم بمثابة الأُسرة الواحدة، يرتبط بعضهم ببعض بأواصر متينة من الحب والتقدير والإجلال، يفرحون لبعض في مناسبات الأفراح ويسعدون، يشاركون بعضهم بوجدانات صادقة في المناسبات التي تتطلّب التكاتف والتعاون والتكافل، ومناسبة شفاء خادم الحرمين تُعَد مناسبة فرح عامة لما حباه الله في نفوس محبيه من قدر ومكانة، ولما يتمتع به من كريم السجايا ونبيل الخصال.
نعم إنه الملك القريب إلى النفوس، الذي نال بطيب قلبه وذكره، وعاطر سيرته ومسيرته، منزلة سامقة في الوجدان، والوجدان المفعم حباً ووداً يُعَد الأصدق في التعبير عن مدى ما تكنّه النفوس من تقدير وإعجاب، لهذا الكل يردّد عبارات التهاني تعبيراً عن الفرح والسرور بشفاء خادم الحرمين الشريفين أسبغ الله عليه الصحة والعافية.