|
خلافاً لكثير من التوقعات فاز أحمد عيد بمنصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم؛ فقد كانت المؤشرات توحي باكتساح منافسه خالد المعمر لأغلبية الأصوات. وهذه الأجواء التي سبقت الانتخابات والتقارب الكبير في نسب التصويت بين عيد والمعمر تعكس حجم الثقة بالمعمر؛ ربما لأن مسيرة الرجل الرياضية كانت احترافية أكثر من أحمد عيد. وهنا الحديث بعيد جداً عن خبرات كل منهما وتاريخه الرياضي؛ ففي هذه تبدو أفضلية عيد أكبر، لكن الحديث هو عن مدى ابتعاد كل منهما عن الميول والقدرة على الاستقلال في الشخصية وفي القرار، وهذه نلحظها عند المعمر أكثر من عيد!
فتجربة أحمد عيد في الإدارة المؤقتة رفعت من أسهم منافسه؛ فهي لم تكن مشجعة بل فشلت في موقعة الذات العام مثلاً؛ ولهذا سيكون عيد تحت مجهر نصف الأعضاء، وهم الذين صوتوا لمنافسه، وهم سيراقبون مسيرة عيد وانعكاسات الفرحة الأهلاوية النصراوية عليها، وأتمنى أن تساعد هذه الرقابة أحمد عيد الرئيس المنتخب لأن يكون غير عيد الرئيس المؤقت!
أما كيف أن مسيرة المعمر كانت احترافية أكثر من عيد فقد عمل المعمر في ثلاثة أندية (سدوس والهلال والشباب)، وتنقل بينها بسلاسة ودون أن يحسب عليه أحد تجربته في كل ناد من الأندية الثلاثة؛ لأنه يعمل بمعزل عن الميول، ويضع كل مجهوده وخبراته للكيان الذي يخدمه، حتى أن كثيرين لم يعودوا يتذكرون فترة عمله نائباً للرئيس في الهلال بعد انخراطه في العمل نائباً لرئيس نادي الشباب، وهذا ما عزز الثقة بالمعمر، فمنتخبوه كانوا متأكدين من أن رئاسته لاتحاد كرة القدم تعني إخلاصه للاتحاد، وتفرغه له، والحرص على تحقيق النجاح الذي لن يتحقق إلا بمثل الروح التي عمل بها المعمر في سدوس ثم في الهلال ومن بعده الشباب، حيث العطاء للكيان بعيداً عن كل الألوان.
الانتخابات كانت مظهراً حضارياً أعاد الأمل في التطوير الرياضي، وأكد قدرتنا نحن الرياضيين على العمل الخلاق متى ما تفرغنا للعمل، وحصرناه في الميدان. والنقطة السلبية في مظهر الانتخابات تمثلت في غفوة المراقب الدولي وتحركات محمد القدادي على منصة الاقتراع، التي أزعجت حتى مدير اللجنة!
تمنياتي أن يكون أداء أحمد عيد رئيس الاتحاد منسجماً مع ثقافته وخبرته، وأن يوفق في مستشارين أفضل ممن قدموا أنفسهم بشكل فاضح في حملته الانتخابية، وتقديري لخالد المعمر على روحه الرياضية ومظهره المشرف الذي كان عليه خلال المنافسة على منصب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم!
مراقب