سعادة رئيس تحرير الجزيرة المحترم
أسعدتم بالمطر والصحة والعافية
أود أن أهنئ الأخ فهد العجلان على موضوعه الذي نشرته (الجزيرة) يوم الأحد 3 صفر 1434هـ، 14389 وهو عن باحثة أكاديمية أمريكية اهتمت بالشيخ محمد بن عبدالوهاب ودعوته، وأود التوضيح أن الخلفية اللوثرية للباحثة لا تعود للأمريكي مارتن لوثر وإنما لشخص آخر سبقه بقرون لنفس الاسم في أوروبا.
أما القول بأن فكر الشيخ ابن عبدالوهاب خطر على الأمن ففي ذلك مغالطة واضحة تقصد بها بعض الأوساط المؤثرة في أمريكا ربط المملكة العربية السعودية بالحركات الجهادية مختلفة الأشكال والألوان هذه الأيام وما يشكله بعضها من تعقيدات، فالحقيقة أن الحركة الإصلاحية التي أرادها الشيخ لما رآه وسمع عنه من مخالفات خطيرة على العقيدة قريبة من أواسط نجد قد تم تصحيحها من قبل الجهد المبارك الذي تبنته الدولة السعودية، بل إن ما تم فاق كل توقعات الشيخ ولما توحّدت البلاد السعودية مترامية الأطراف لم يعد الجهاد هدفاً وأصبح التركيز على تعويض سكان الدولة المسلمين عن قرون من التخلّف الاقتصادي والفقر والوهن الذي أضعف مركز ثقل الأمة، أما المعادلة الجهادية الإسلامية الصحيحة التي انتصرت بها الدعوة الإصلاحية فهي قائمة إلى قيام الساعة وإن انتفت الضرورة لها الآن، لكن لا علاقة لها البتة بأي حركة جهادية أخرى ضبابية الأساليب أو الأهداف، وإن كان هناك تعاطف من سكان المملكة وتفهم لحاجة البعض لجهاد الدفع أو حتى الطلب في أماكن قد تشبه بلادهم قبل قرن من الآن، وهذا قطعاً لا يبرر الادعاء بضلوع الدولة السعودية في أي من هذه الحركات أو المواقع. والله أعلم.
- منصور الحميدان