دائماً أروي هذه القصة، حينما ترتفع رايات الهجوم على عمل المرأة في مجالات الرعاية الصحية، وهذه الرايات لا تنخفض إلا وتعلو مرة أخرى. القصة باختصار أن أحد الذين كانوا متحمسين لبث العداء ضد هؤلاء العاملات، تعرَّض لعارض صحي وأُدخل أحد المستشفيات. وكان حين يشتد عليه الألم، ينادي بأعلى صوته:
- تكفين يا سيستر، عطيني الإبرة يا سيستر.
ويحدث أن يكون بعض زملائه في العمل أو جيرانه في الحي في زيارة له، فيسمعون مقولته التي صارت بعد ذلك أشهر من نار على علم، وصار استخدامها والاستشهاد بها يزدهر في المواقف التي يتناقض رأي الواحد فيها بين عشية وضحاها. حينها يصيحون به:
-تكفين يا سيستر!
لا مناص إذاً من وجود المرأة في فريق الرعاية الصحية. أما كيف تتم عملية التوفيق بين القضية الشرعية والمعايير الاجتماعية، فمتروكة للقائمين على المؤسسات وعلى ما يقرّونه من أنظمة وآليات عمل تتلاءم مع الواقع المعاش. المهم، ألاّ نتحدث عن منع المرأة عن العمل في القطاع الطبي، وإلاَّ وجد المرضى أنفسهم بلا رعاية، ليس في قطاع التمريض، وهو القطاع الأهم، بل في غيره من القطاعات التي سجَّلت المرأة فيها حضوراً فاعلاً، كالخدمة الاجتماعية والأشعة والتثقيف الصحي والمختبر وعلاقات المرضى.
علينا أن نواجه احتياجاتنا بواقعية وبلا مثالية، لكي لا نكون من جماعة:
تكفين يا سيستر!