الجزيرة – أحمد القرني:

أعلن معالي وزير الصحة رئيس الفريق الجراحي لعمليات فصل التوأم السيامي الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة انتهاء عملية فصل السيامي السعودي عبد الله وسلمان مساء أمس بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني بنجاح - ولله الحمد - دون وجود أي معوقات.

ونقل د. الربيعة خلال المؤتمر الصحفي مع الفريق الطبي المشارك خالص التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو رئيس الحرس الوطني - حفظهم الله - ولوالدي الطفلين بنجاح عملية فصل السيامي السعودي التي بدأت ظهر أمس الجمعة لتسجل العملية الثامنة لسياميين سعوديين.

يذكر أن مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض قد أجرت (30) عملية فصل بدأت بالتوأم السعودي من الإناث كأول حالة توائم سيامي في المملكة أجريت عام 1990 م بنجاح، واستغرقت عملية الفصل أربع ساعات وخرجتا التوأم من المستشفى بعد ثلاثة اشهر من العملية، لتصبح المملكة من أوائل المراكز العالمية في مثل هذا النوع من العمليات الجراحية المعقدة.

وكانت قد بدأت عملية فصل التوأم السيامي السعودي عبد الله وسلمان ظهر أمس إنفاذا لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض بقيادة معالي وزير الصحة رئيس الفريق الجراحي الدكتور عبدالله الربيعة، عملية الفصل التوائم التي تمر عبر ثماني مراحل وبمشاركة أكثر من (30) متخصصاً من الأطباء والفنيين في العديد من التخصصات الطبية، إضافة إلى طلبة الطب وطالبات التمريض. حيث بدأ الفريق الجراحي بعملية الفحص الأخيرة للتوأم ومن ثم التوجه بهما لغرفة العمليات لبدء العملية الجراحية لهما. وقد تم الانتهاء من المرحلتين الأولى هي مرحلة التخدير والتي يشارك فيها الدكتور محمد الجمال والدكتور نزار الزغيبي والدكتور عبدالعليم الأتاسي والدكتور عامر الكناني والدكتور سلطان العبيكان. والانتهاء من المرحلة الثانية من العملية وهي عملية المنظار العلوي للجهاز الهضمي وهي تقسم إلى قسمين الأول للطفل الأول عبدالله قام بها الدكتور عبدالله الزبن والدكتور عبدالله الربيعة، ومن المتوقع أن مدة هذه المرحلة نصف ساعة. والمرحلة الثانية الطفل سلمان ويقوم بها الدكتور عبدالله الزبن والدكتور عبدالله الربيعة.

بعد ذلك تتابع المراحل ومنها المرحلة الثالثة الإعداد والتجهيز ويقوم بها كل من الدكتور عبدالله الربيعة والدكتور محمد النمشان والدكتور مناف العزاوي والدكتور ناصر الهديب، ومن المتوقع أن تستمر لمدة نصف ساعة. يليها المرحلة الرابعة، وهي البدء في عملية الفصل ومدتها ساعة ويقوم بها كل من الدكتور عبدالله الربيعة والدكتور سعود الجدعان والدكتور مناف العزاوي والدكتور ناصر الهديب. يليها المرحلة الخامسة، وهي مرحلة فصل الكبد والأمعاء والتي تستمر لمدة ساعتين ونصف الساعة. ويليها المرحلة السادسة الجهاز البلولي للتوأم عبدالله ويتولاها الدكتور أحمد الشمري والدكتور عبدالله الربيعة والدكتور فايز المدهن ومدتها ساعة ونصف ساعة.

بعد ذلك تصل إلى المرحلة السابعة، وهي مرحلة إعادة ترميم الأعضاء ومدتها ساعة ويقوم بها الفريق الجراحي على قسمين الأول الفريق (أ) ويقوم بها الدكتور محمد النمشان والدكتور مناف العزاوي والدكتور محمد الزمخشري، ويكون الدكتور عبدالله الربيعة في النصف في منطقة التلاصق، والفريق الثاني (ب) وهو مكون من الدكتور سعود الجدعان والدكتور ناصر الهديب والدكتور سعود الشنيفي.

والمرحلة الأخيرة وهي المرحلة الثامنة وهي مرحلة التغطية والنقل ومدتها المتوقعة نصف ساعة.

وقال والد الطفلين ربيعان بن سالم البيشي الذي كان برفقته زوجته في قاعة الاجتماعات في المركز الإعلامي لمتابعة العملية الجراحية على الهواء مباشرة وكان عليه الترقب والمتابعة لمراحل العملية: في البدء أرفع آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أمره الكريم بتكفل علاج الفصل للتوأمين. وقال بشأن تسمية التوأم باسم (عبدالله وسلمان) إن أقل ما نقدمه أمام كرم وحنان وأبوة خادم الحرمين الشريفين في توجيهه الكريم ونحن الذين نسعد أكثر بهذه التسمية.

وأضاف البيشي أنه كما هو معروف تنحني الصعاب أمام هامته وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، تشرئب أعناق الرجال إلى أخلاقهما ومروءتهما.

من جانبه أوضح الدكتور عبدالله الزبن اسنشاري الجهاز الهضمي للأطفال رئيس قسم الأطفال بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني بالرياض، يشارك في العملية 31 لفصل الأطفال السياميين برئاسة معالي رئيس الفريق الجراحي الدكتور عبدالله الربيعة، بين بأن أحد الطفلين يعاني من مشكلة في الكلى حيث تبين أن أحد الكليتين لا تعمل بشكل جيد وقد تحتاج الى استئصال، فيما الطفل الآخر فكليتاه سليمتان وبالتالي نتوقع ألا تكون هناك آثار جانبية من مشكلات الكلى بعد هذه العملية.

وبين د. الزبن أن دور الجهاز الهضمي في المرحلة الثانية عمل التنظير للطفلين عبدالله وسلمان بسبب الارتجاع المستمر عند عبدالله بنسبة عالية وعند سلمان بنسبة أقل، وتم عمل التنظير وتأكدنا من سلامة المريء ومدخل المعدة ومخرجها وعدم وجود أي التهابات او تضيقات خلقية لدى الطفلين، ونتوقع أن تكون حالتهما جيدة بعد العملية، مشيراً الى أن الارتجاع المستمر هو بسبب التصاقهما ببعض فترة طويلة حيث أثر على المعدة وعلى تمددها أثناء الرضاعة والهضم، ونتوقع زوال هذه المشكلة بعد عملية الفصل. ونتوقع لهما حياة سليمة وسعيدة إن شاء الله تعالى. ويذكر أن مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني في الرياض قد أجرت (30) عملية فصل ناجحة لتصبح من أوئل المراكز العالمية في مثل هذا النوع من العمليات الجراحية المعقدة، وهو ما يعكس حجم الإمكانيات التي تمتلكها المدينة من كوادر بشرية مؤهلة وأجهزة طبية حديثة وأنظمة صحية متقدمة، ما جعل المدينة محط أنظار طالبي العلاج محلياً ودولياً.