جرت يوم الخميس أول انتخابات لاختيار رئيس وأعضاء مجلس إدارة كرة القدم السعودي، مسجلةً سابقةً تاريخية إيجابية تتعدى محيط كرة القدم والرياضة بصفة عامة. وإذ كانت الرياضة والوسط الرياضي هو إحدى وأهم دعائم المجتمع، فإنَّ نجاح هذه التجربة الرائدة والتي أتسمت بشفافية واحترافية يؤكد أن المجتمع السعودي يسير باضطراد لتطبيق الإصلاحات الاجتماعية والسياسية. فالانتخابات واللجوء لاختيار الصندوق لإدارة الأنشطة الرياضية والاجتماعية وحتى السياسية أصبح النهج الذي تسير عليه الأمم لإنجاز أعمالها. وقد أبرزت انتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم العديد من الإيجابيات والملاحظات الجديرة بالاهتمام والتنويه. فقد جرت الانتخابات بسلاسة وشفافية وصلت إلى أعلى درجات الإتقان والرقي، وأظهرت أن الإعداد للانتخابات تم بصورة علمية وحقق كل المواصفات العلمية والعملية وبإتقان مذهل، بدءاً باختيار الجمعية العمومية التي شملت الناخبين من الأندية الرياضية والإدارات والأجهزة العاملة في مجال كرة القدم كالمدربين والحكام واللاعبين الهواة والمحترفين، وأظهرت القائمة النهائية أن المنتج الذي أوصل هؤلاء الناخبين كان على درجة عالية من الاحترافية والعلمية والمهنية، وأكمل العملية الانتخابية الشفافية العالية التي تمثلت في نقل العملية الانتخابية على الهواء مباشرة من خلال (فضائية الرياضية) التي تفاعلت مع الحدث سواء أثناء إجراء العملية الانتخابية أو قبل ذلك وبعدها بإجراء المناظرات بين المرشحين لرئاسة الاتحاد أو النقاشات التي تبعت العملية الانتخابية.

نجاح عملية انتخابات اتحاد كرة القدم لا شك سيرسخ ثقافة الانتخابات ويلغي كل التحفظات والتخوفات السابقة والتي توصم المجتمع السعودي بعدم قدرته على إجراء مثل هذه العمليات، كما أن انتخابات كرة القدم يحرج جهات أخرى فشلت في إنجاز مثل هذا العمل المتقدم، ونذكر في هذا الخصوص الأخطاء والصراعات التي شهدتها انتخابات النوادي الأدبية التي ورغم أنها انتخابات للأدباء والمثقفين الذين يشكِّلون النخبة في المجتمع إلا أنهم عجزوا في إنجاز ما حققه الرياضيون الذين يُتهمون بأنهم أقل ثقافة من الأدباء الذين لا يزالون يتصارعون في أندية أدبية عدة منها النادي الأدبي في الشرقية، وقبل ذلك في نادي الطائف الأدبي.

انتخابات اتحاد كرة القدم حملت دلالات عديدة وتؤشراً إلى تحولات إيجابية يشهدها المجتمع السعودي.