ضمت حقبة الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت نجوما كبار ومواهب فذة صالوا وجالوا في الملاعب التربية .. ومن هذه الأسماء اللامعة مدافع أهلي الرياض( الرياض حاليا ) الدولي الراحل ناصر بن سيف- رحمه الله - الذي كان يعد في زمانه أشهر ظهير أيسر بالمنطقة الوسطى,و ممن حفروا أسماءهم في الذاكرة الرياضية.. كنجم بارع جمع المستوى الرفيع والخلق العالي. الجزيرة تسلط الضوء على تاريخ نجم المدرسة( ناصر بن سيف) الذي وافته المنية قبل أيام.. تغمده الله بواسع رحمته00نتناولها عبر الأسطر التالية :
البداية في الشميسي
بدأت علاقة النجم الراحل ناصر السيف مع كرة القدم في المدارس والحواري وتحديداً في حي الشميسي مع أبناء الحي ومنهم عبدالرحمن الوثلان وعمر حامد - رحمه الله - وعزيز جمعان ...وانظم إلى الأهلي باكرا, عن طريق رئيس النادي آنذاك محمد الصايغ - رحمه الله - حيث كان أبو عبدالله يحضر لقاءات دوري المدارس00 من أجل دعم مدرسته بالمواهب الواعدة.. ومن معهد الأنجال أنضم -رحمه الله - للمدرسة الوسطى في أوائل الثمانينات الهجرية وهو ابن 13 عاما, ومثلها في كل مراحلها السنية.«فبعد التحاقه بصفوف النادي العاصمي مثله شبلا.. فحقق مع الأهلي الصغير بطولة المنطقة الوسطى للناشئين عام 1382 بعد أن كسب الهلال في الوقت الذي كان يضم الفريق الأزرق أسماء لامعة أمثال حميد الجمعان وعزيز جمعان وسمارا حيث سلم الكأس وزير العمل والشئون الاجتماعية السابق الشيخ عبدالرحمن أباالخيل .
السر وحسب الله فقط
«أشرف على تدريبه العديد من المدربين في مشواره الرياضي, ومن أشهرهم المدرب السوداني (السر سالم) الذي سبق وأن درب فريقي الوحدة والهلال حيث ساهم في تنمية فكرة الرياضي وصفل موهبته الفنية إضافة إلى المدرب العربي حسب الله.
«يقول النجم الراحل في لقاء سابق نشر معه في الجزيرة بالعدد9836 :- في بدايتي الرياضية كنت متأثرا بنجم فريق أهلي جدة الكبير إبراهيم عشماوي المعروف (بـ كلجة) وكنت أتمنى أن أصل لمستواه المميز وعطائه الرفيع حتى أنني- والكلام على لسان السيف - لقبت بـ( كلجة) كوني شبيهة بالأداء والتحركات داخل الملعب.
نجوم المدرسة
«بدأ ( سيف المدرسة)مشواره مع الفريق الأول عام 1383هـ -1384هـ وجاء بروزه المبكر مع فريق الناشئين والفوز ببطولة الوسطى ليعزز حظوظه في تمثيل المدرسة على مستوى الفريق الأول الذي كان يظم اشهر نجوم الكرة ليس على مستوى المنطقة الوسطى فقط ,إنما على مستوى المملكة أمثال أبناء المطرف ( راشد وزيد ) ومبارك الناصر وإبراهيم الشايب وطارق التميمي وجوهر السعيد وعلي حمزة وحامد نقادي وعبود الرويجح وغيرهم من الأسماء الرنانة التي كانت تعج بهم في خارطة المدرسة في تلك الأيام الخوالي .
ثنائي متفاهم
«شكل النجم الراحل مع رفيق دربه المدافع الكبيرعبدالعزيز بن أحمد ثنائي متفاهم وكتلة دفاعية يصعب اختراقها بسهولة والبعض كان يصفه الأفضل في تاريخ النادي العاصمي المخضرم كونهما لعبا ثمانية أعوام سويا مع الفريق وتدرجا حتى مثلا منتخب الوسطى .
«وجاء تألقه مع نجوم المدرسة ليعزز فرصة اختياره لتمثيل منتخب الوسطى في الصف الثاني من عقد الثمانينات الهجرية 00مع جيل سلطان بن مناحي وسعد وناصر الجوهر ونادر العيد وطارق التميمي وجوهر السعيد وأحمد الدنيني ومحمد سعد العبدلي وغيرهم من نجوم الكرة بالمنطقة الوسطى حيث شارك في دورة كأس المصيف لمنتخبات المناطق في الطائف وكان يعد من أبرز المدافعين الذين تألقوا مع منتخب الوسطى ثلاثة أعوام متتالية.
منتخب الوسطى
«برز الجنيه الإسترليني كما كان يلقب.. في خط الدفاع وتحديدا في خط الظهر الأيسر00 فبعد تألقه مع منتخب الوسطى في دورة المصيف لمنتخبات المناطق قي الطائف تم اختياره مع أخضر الثمانينيات الهجرية00 وتمثيله في لقاءات حبية. باعتبار أن مشاركات المنتخب آنذاك كانت مقتصرة على إقامة اللقاءات الودية. وكان من أبرز الأسماء أحمد عيد وعبدالرزاق أبو داوود وسعيد غراب والنور موسى وسلطان مناحي وناصر الجوهر ومحمد سعد العبدلي وعبدالله يحيى والرجخان ومبارك الناصر,
الجنيه الإسترليني
« حظي -النجم الراحل- بشرف اختياره ضمن أول جيل مثل الكرة السعودية في مناسبة رسمية وهي دورة كأس الخليج الأول بالبحرين عام 1390 واستمر في الملاعب حتى عام 95-1396هـ حيث ودع الكرة بعد مشواره الحافل بالانتصارات الجميلة والألقاب التاريخية ولعل أبرز لقب ناله ( الجنيه الإسترليني ) لكونه عملة نادرة في خط الظهر.. وقد لقبه الكاتب الرياضي المخضرم راشد الحمدان.
العرض الأقوى
«كان المدافع العملاق في الثمانينات ناصر بن سيف يعد في زمانه واحدا من أبرز مدافعي المنطقة الوسطى وتحديدا في خط الظهر..وإمام تلك النجومية الفطرية تلقى العديد من العروض المحلية وأقواها العرض الأهلاوي من باني الأمجاد الأهلاوية الأمير عبدالله الفيصل-رحمه الله - عام 1387هـ وتحديدا بعد مشاركته مع منتخب الوسطى في دورة المصيف بالطائف حيث عرض عليه -الأمير الراحل- سكن وراتب شهري وسيارة ولكنه رفض العرض الأهلاوي تقديراً لرمز المدرسة الراحل الشيخ محمد عبد الله الصايغ.. كما فاوضه الهلال, غير أن المفاوضة لم تكتب لها النجاح نظرا لعشقه الأزلي لمدرسة الوسطى.
«وأمام ذلك ظل ناصر السيف أو(الجنية الإسترليني) كما اشتهر بهذا اللقب.. ظل نجما جماهيريا محبوبا في نظر عشاق الكرة بالمنطقة الوسطى بمختلف الميول والانتماءات.. التي كانت تطرب لأدائه وتعجب بروحه العالية ..فضلا عن سلوكه الرياضي الحميد ,وكذا قدرته الفنية البارعة التي منحته خاصية التفوق الميداني في زمانه.