الرياض - خاص بـ(الجزيرة):
أكد معالي وزير الشؤون الدينية التونسي الدكتور نور الدين الخادمي على متانة العلاقات التي تربط بين المملكة العربية السعودية وتونس، حيث إن العلاقات بين البلدين علاقات متينة وقوية، ومتميزة ومتجددة وما يقع خلاف هذا من بعض التعليقات الإعلامية، أو ما شابه لا علاقة له بواقع الحال، وأيضاً لا يأتي على أي سوء لا سمح الله أو اختلاف أو اعتراض على علاقتنا المتينة المربوطة بقوة عبر التاريخ.. ونعتبر المملكة دولة من دول العالم الإسلامي لها ريادتها، ولها قيادتها بيننا الأخوة الإسلامية ،بيننا وحدة اللغة، ووحدة الدين، والمصير المشترك بيننا الاحترام المتبادل كل هذا أكدته للمسؤولين في المملكة.
وشدد معاليه في حديث لـ«الجزيرة» على المسؤولية الملقاة على وزارات الشؤون الإسلامية في الدول العربية والإسلامية في تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام، حيث إن دور الوزارات في هذا الشأن عظيم جداً ومطلوب بقوة في الآونة الأخيرة وخاصة عندما ظهرت مفاهيم غريبة عن الإسلام والمسلمين، ودور وزارات الشؤون الإسلامية في العالم دور أولاً ديني يتعلق ببيان الأحكام الصحيحة والتعريف الصحيح للإسلام ومبادئه ومقاصده وتاريخه وحضارته، وهو دور كذلك تربوي سلوكي يقدم ما ينبغي من منهج في تربية الناس على مبدأ الوسط، والعدل والحق، وعلى مبدأ السماحة والتواصل والتعايش السلمي، وعلى مبدأ إفادة الناس بهذا الإسلام العظيم، وتحقيق التنمية الشاملة والحضارة المتواصلة وأيضاً تكثير الخير وإقرار السلم الاجتماعي والسلم العالمي، وكذلك دور علمي وحضاري ودور قرآني نبوي يسهم في كل ما يحقق في أمن المجتمع وسلامته واعتزازه بدينه، وما يحقق فيه السكينة والطمأنينة، والوزارات لها برامج في هذا على مستوى الخطاب الديني والدروس والمحاضرات، وعلى مستوى أيضاً تقديم الخطط والبرامج التي تهدف إلى تحقيق هذا كله.
وعن رؤية الوزير التونسي للخطاب الديني في وقتنا الراهن وهل يحتاج إلى تجديد قال معاليه: التجديد ضروري وهو عمل شرعي وحقيقة دينية والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر في حديث من الأحاديث قوله: (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينها) وهو حديث رواه أبو داود، وتجديد الدين معناه إرجاع الأمر إلى أصله فالذي يجدد بيته بعد قدم معنى ذلك، أن يرجعها إلى ما كانت عليه في أول الأمر من حيث صيانتها، ومن حيث إزالة ما علق بها من خراب وضعف، ومن أوساخ إلخ، فتجديد الدين ليس معناه إبطال الدين أو جعل هذا الدين ينفلت عن أصوله وعن أهدافه وإنما إرجاعه إلى أصله، وإرجاعه إلى الأسس الأساسية التي بني عليها من فهم صحيح وعمل صحيح وتفسير صحيح ولذلك التجديد ضروري الآن يشمل الأساليب والكيفيات، ويشمل أسلوب الخطابة أن تكون خطبة الجمعة خطبة تعالج مشاكل الناس بلغة عربية صحيحة وميسرة وسهلة، أيضا الخطاب الإسلامي يحتاج إلى استعمال الفضائيات، واستعمال الإنترنت، واستعمال الوسائل البيانية العصرية، أيضاً تجديد المؤسسات كل ما يتعلق بالوسائل المفضية إلى تحقيق أداء أمثل للإسلام وعلومه، وحضارته وأحكامه، ومقاصده.
وأثنى وزير الشؤون الدينية التونسي على الأعمال الإسلامية التي تقوم بها المملكة في مختلف المجالات، وقال : إنها أعمال معتبرة ومقدرة وجليلة نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب الأجر لأصحابها والمتسببين فيها، والقائمين عليها، وهي ليست غريبة عن هذا البلد الكريم وعن عمقه الديني والتاريخي وعن دوره الملحوظ في الداخل والخارج، ونطلب من كل العاملين في الحقل الإسلامي وفي الشأن الديني في المملكة وخارج المملكة مضاعفة الجهود، وتكثير الخير من أجل أن يكون هذا الدين كما أراد الله سبحانه وتعالى ديناً خاتماً وصالحاً لكل زمان ومكان والله يكتب الأجر للجميع ويجعل هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن يتقبله منهم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
الجدير أن معالي وزير الشؤون الدينية التونسي الدكتور نور الدين الخادمي قد اجتمع مع معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الأسبوع الماضي أثناء زيارته للمملكة ، وقال عقب الاجتماع إن لقاءه مع الوزير آل الشيخ هو اللقاء الثاني الذي يتم مع معاليه خلال الفترة الماضية، مبيناً أنه بحث مع معاليه تمتين أواصر التعاون، وروابط الأخوة بين الوزارتين، وبين الشعبين، وبين القيادتين، والدولتين، وقد تحدثنا بموضوع الأوقاف، وموضوع الزكاة والشأن الديني، وأيضاً وجهنا لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ دعوة لزيارتنا في تونس والاطلاع على نشاط وزارتنا، وأيضاً بحثنا في موضوع تمتين الروابط فيما يخدم الشأن الديني في تونس والمملكة ويعزز الروابط الثنائية ،كما بلغته تحيات السيد الأستاذ حماد الجبالي رئيس الحكومة، وكل أعضاء الحكومة، وأعضاء المجلس التأسيسي، ورئاسة الجمهورية.