|
للقاص محمد يوسف
عن دار وعد للنشر والتوزيع بالقاهرة صدرت المجموعة القصصية (بعض ما حدث هناك) للقاص والأديب محمد يوسف.
الكتاب به مجموعة متميزة من القصص القصيرة، تتنوع ما بين إبراز ألم الغربة والحنين للوطن وقصص رومانسية تحمل سمات بيئته، حيث لا يزال القاص محمد يوسف يأخذنا معه في رحلة بين عوالم مختلفة، تتنوع فيها الرؤى بين ما هو واقعي يكاد القارئ أن يراه ويعيشه كل يوم، وما هو خيالي لا حدود له ولا مكان.. لكن ما يجمع كل هذه العوالم هو قاص يجيد استعمال أدوات التشويق؛ حيث يأخذنا دوماً إلى نهايات غير متوقعة يبث فيها رسالته التي يريد أن يوصلها لنا عبر أسلوب شائق ومتميز.
ونلمح في قصص محمد يوسف بعداً إنسانياً يضفيه على شخوصه حتى وإن كانت من غير البشر، فنراها في الحيوان، كما في قصة «الأدهم» أو حتى في النبات أو في ظواهر الطبيعة المختلفة كالموج والمطر، والسيول وغيرها.. فكأنها تتشارك مع أبطاله مشاعرهم حباً وكرهاً وتعاطفاً وانتقاماً.
وعالم محمد يوسف هو البحر والشاطئ، المدينة التي يحتضنها البحر ومن ورائه ذلك المجهول الذي قد يأتي بالخير يوماً وبالشر أياماً وإياماً.. فنراه حاضراً في جل أعماله، يشكل خلفية دائمة للأحداث، بل قد يكون هو البطل المطلق في بعضها.
قدم للكتاب الدكتور هشام السحار الذي أكد أن الكاتب بما له من تجربة واسعة في مدينته «بورسعيد» لو أفرد لها عملاً مستقلاً يروي لنا فيه ما حوته ذاكرته من أحداث فسوف يمتعنا بشيء فريد عبر تجربته العريضة ورحلته الثرية بالوقائع والأحداث، متمنياً ألا يطول الانتظار لما يحويه هذا العمل من قصص وتجارب مدينة باسلة محفورة في ذاكرة وتراث المصريين على مر العصور بما قدمته من تضحيات، وبما أفرزته من أبطال.