احتل اللاعب ميسي منصب أفضل لاعب في العالم لأكثر من ثلاث سنوات متتالية وحتى تاريخه، والمهارات الفائقة التي يتمتع بها ميسي جعلت منه مغناطيساً يجذب جماهير الكرة في العالم أمام شاشات التلفزيون لمشاهدة إبداعاته المتميزة بأسلوبه السهل الممتنع، والفكر الكروي السليم تجعل المتابع يغفل عن رؤية المزية الأخرى التي يمتلكها ميسي، وهي قلة ارتكابه للأخطاء خلال تعامله مع الكرة. وحساب الخطأ من النسب غير المرئية في المجتمع الكروي السعودي؛ فتجد الأنظار والتحليل والتقييم منصباً على قدرات اللاعب الإيجابية أو رصد حسناته من المهارات الظاهرة، بينما يفوت الانتباه على سلبيات اللاعب، ومن أهمها الانتباه إلى نسبة الخطأ لكل لاعب، والخطر يكمن عندما تصبح تلك الأخطاء صفة ملتصقة في اللاعب يرتكبها مراراً وتكراراً معظم اللاعبين وهم يلعبون في الفريق نفسه وفي المباراة نفسها؛ يفضي تراكمها إلى عقدة الثقة بالنفس، وسيطرة الفريق الآخر على سير المباراة... إن تقييم اللاعب يجب أن تكون عملية مستمرة وفق آلية محددة تعطي نتائج بالقياس إلى معايير دولية، وطريقة المنحنى في التقييم، كما هو مستخدم في بعض الجامعات، تتلخص في: إعطاء العلامة الكاملة لأفضلهم، ثم قياس كفاءة الباقين بالنسبة إليه؛ وحيث يعد ميسي اليوم بلا منازع أفضل لاعب كرة قدم في العالم، عندها يستحق علامة مائة في المائة؛ أو بمعنى آخر مائة جزء من مائة جزء، وعندما نعطي لاعبي المنتخب - خلاف الحارس - الحد الأدنى الممكن من العلامة بسبب كثرة الأخطاء، وهو جزء واحد لكل لاعب من أجزاء المهارة التي يملكها اللاعب ميسي، ستصبح علامة كل لاعب من اللاعبين العشرة في المنتخب، عشرة في المائة من علامة ميسي، وبذلك يصبح مجموع علامة كامل فريق المنتخب مائة في المائة مساوية لمهارات ميسي... المراقب الحصيف يدرك أن اللاعب السعودي في حاجة إلى تخفيض نسبته العالية والملحوظة لارتكابه الخطأ، وحاجته إلى التخلص من عقدة الانهزامية التي تبدو واضحة للعيان من خلال النزعة الدفاعية التي تبدأ تسيطر على أفراد المنتخب بعيد انطلاق المباراة الدولية، وحاجته إلى تدريب النفس على امتلاك زمام المبادرة، وسرعة إعادة امتلاكها عندما يفقدها خلال المبادرة... إن الدوري في جميع أنحاء العالم هو الرحم الذي يولد منه لاعبو المنتخب، وهناك فترة ست سنوات لإعداد فريق سعودي قادر على المنافسة الدولية للتأهل لبطولة كأس العالم 2018، ولكن السيرة الذاتية للدوري السعودي تفيد بتناقص مضطرد لمستوى اللاعبين سنة بعد أخرى، ويؤيد ذلك إخفاقات المنتخب عبر السنوات الماضية...
الخلاصة
في سبيل إعداد المنتخب السعودي للتأهيل الدولي؛ يتعين الشروع في تقوية الدوري السعودي عن طريق التعاقد الأجنبي؛ ليس تعاقداً مع لاعبين أجانب أو مدربين أجانب، وإنما دعم الاتحاد السعودي بالمال، ليتمكن من التعاقد مع أحد النوادي الإفريقية القوية بكامل أفراده مع طاقمه الإداري والفني، واستقدامه أو (استعارته) للإقامة السنوية في السعودية؛ ليلعب في الدوري السعودي بمزايا الفرق السعودية نفسها، وعند فوز النادي الأجنبي بالدوري عندها يحصل على درع الدوري بكل استحقاق، ومن ثم التجديد له أو (استعارة) فريق آخر مماثل... إن عاطفة الحماس الملتهب الذي يزخر به الدوري السعودي لا تكفي لتحقيق انتصارات على المسرح الدولي، والتردي الذي وصل إليه المنتخب السعودي ليس بسبب الإدارة، وليس بسبب نقص المال، وليس بسبب سوء المدربين، وإنما هو بسبب الضعف الذي يعاني منه اللاعب السعودي، نتيجة الضعف الكروي الفني في مباريات الدوري... إن الغاية نحو التأهيل لكأس العالم تبرر اتخاذ إجراءات استثنائية فوق العادة...
khalid.alheji@gmail.comTwitter@khalialheji