الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: قال الله تعالى {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} سورة إبراهيم، وبالشكر تدوم النعم فالشاكر أنعم الناس بالاً وأحسنهم حالاً. وقال تعالى {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ} سورة الإسراء.
نحمد الله أولاً على ما تفضل به علينا بأفضل النعم وأجلها ومن هذه النعم الفضيلة أن هيّأ الله لبلادنا قادة حكماء عظماء كرماء يطبقون شرع الله ويقيمون حدوده، حتى تحقق بعد فضل الله وكرمه على يديهم الأمن والأمان والرخاء والازدهار والاستقرار وذلك بفضل الله ثم بالسياسة الحكيمة التي يتحلى بها قادة هذه البلاد.
بالأمس القريب تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعربية والإسلامية والأجنبية نبأ نجاح العملية التي أجريت لقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وسدد على دروب الخير خطاه التي بفضل الله وكرمه تكللت بالنجاح، فهذه نعمة كبيرة وعظيمة تحتاج منا الشكر والدعاء لله رب العالمين بما منَّ وتفضل على شفاء قائد مسيرة هذه البلاد الكريمة فهو شخصية ملكت كل القلوب الصغير والكبير في كل أنحاء بلادنا المترامية الأطراف وكانت إطلالته علينا عبر أجهزة البث المرئي بمثابة سعادة وسرور وفرحة أثلجت القلوب والصدور، وأقرت العيون، وأسعدت النفوس بعد نجاح العملية. إنها بشرى كريمة وبشرى سَارة جعلت كل أطياف المجتمع بكامله وكل شرائحه في سعادة وسرور وبهجة بقرب شفائه من هذا العارض الصحي الذي ألم به، حيث إنه داخل الصرح الطبي الشامخ يحمل هموم الشعب يتألم لألمهم ويحزن لحزنهم ويفرح لفرحهم ويسعد بسعادتهم.. وهكذا.
ويشكر كل من أبدى مشاعره الطّيبة نحوه عبر منابر الإعلام المختلفة من مقروءة ومسموعة ومرئية داخل البلاد وخارجها داعين الله سبحانه وتعالى له بالشفاء العاجل والصحة الدائمة وطول العمر المديد على طاعة الرحمن، إنها علاقة الحاكم بالمحكوم علاقة أزلية قائمة على الحب الصّادق والمصداقية العالية والشّفافية الرّاقية والواضحة إنها علاقة مبنية على كل أبجديات التقدير والاحترام والولاء والثقة والاطمئنان.. حيث إن قائد المسيرة - حفظه الله ورعاه - قد غرس في نفوس الشعب حب الانتماء والولاء بأسلوبه ومنهجه الراقي الذي يتمثل في البساطة والوضوح بشتى أهدافه ومعانية السّامية فهذا يدل دلالة واضحة على ما يتمتع به من حكمة ثاقبة وروية عالية بعيدة المدى في القول والعمل.
حيث إنه يعتبر من القادة الحكماء على الساحة الدّولية الذين يمتازون بالسعي حول المبادرات المؤثرة والمشاركات الفاعلة التي تحقق آمال وتطلعات الأمة العربية والإسلامية فهو يمتاز بشخصية مؤثرة في العالم من حيث التأثير على مستوى وطأة الأحداث المنهمرة، وقائد يسعى دائماً بشتى الوسائل المتاحة لديه في غرس لغة الحوار بين الأطراف الأخرى بروية وتأن وشفافية عالية وحكمة واقتدار، فقد بذل جهودا مضنية في إبراز هذا العمل على الساحة المحلية والإقليمية والدولية فكان له الدور الكبير في طرح لغة الحوار مهما تباينت الرؤى واختلفت الاتجاهات وذلك سعياً منه بشتى الطرق للوصول إلى الوسائل المثلى التي تقرب وجهات النظر.
قائد شهدت له الأمتان العربيَّة والإسلاميَّة بمواقفة الجبارة في احلك الظروف وأصعبها دائماً يسعى إلى الإصلاح وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة بأفضل الطرق وأسهلها.
قائد المسيرة عهده عهد الإصلاح والتطوير والبناء والإنجاز والتنمية العملاقة مما جعل بلادنا المترامية الأطراف مضرب المثل على السّاحة الدولية - ولله الحمد - والمنّة في جميع المجالات.
وليس عجباً أن تجد كل صور المشاعر التي تعبر عن أواصر عرى المحبة والمودة على محيا كل فرد من أفراد هذا الوطن المعطاء وتلاحظ الأعين تتلألأ بالبشرى احتفاء بسلامة قائد المسيرة بعد أن منَّ الله عليه بالشفاء العاجل، وليس من قبيل الحظ أو الصدفة أن تجد قوة التلاحم بين أفراد المجتمع الكريم بمختلف أطيافه وشرائحه على محبة ذلك الملك الصالح وذلك اعترافاً وتقديراً ووفاءً بين الحاكم والمحكوم وبين الراعي والرعية، إن المحبة الصادقة التي يتحلى به كل فرد من أفراد هذا الشعب النبيل لقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين تدل دلالة واضحة على محبة الله تعالى لأنه نذر نفسه للحق تعالى واستمد القوة والعون من الله سبحانه وتعالى يمضي في طريق وظائفه ومسؤولياته من دون أن ينظر إلى الوراء.. لأنه يعرف القوة التي استند إليها ويعرفُ مالكه الذي يعمل هو له وهو مطمئن لصواب هدفه والطريق التي يسلكها وهذا كله ما يوضحه، وما يؤكده نبي الأمة محمد صلوات الله وسلامه عليه قائلاً (إذا أحبَّ الله تعالى العبد، نادى جبريل: إن الله تعالى.. يُحبُّ فلاناً، فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي في أهل السماء: إن الله يُحبُّ فلاناً، فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض) متفق عليه.
وقال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة آل عمران آية (31)
وبهذه المناسبة استذكر ما قاله سهيل بن أبي صالح (كنا بعرفة فمر عمر بن عبد العزيز - وهو على الموسم - فقام النَّاس ينظرون إليه فقلت لأبي إني أرى الله يحب عمر بن عبد العزيز قال: وما ذاك ؟ قلت: لما له من الحب في قلوب الناس).. وهذا كله ما يؤكده قول الله تعالى في محكم كتابه الكريم {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً} سورة مريم آية (96)
وكل هذه المواقف والمشاهد من أعظم الصّور التي توضح مدى ما يكنه أفراد هذا المجتمع الكريم من محبة وتقدير لهذا الملك الصّالح الذي رسم لنا طريق البذل والعطاء لهذا الوطن المعطاء.
وفي الختام: أسال الله الكريم رب العرش العظيم أن يمن على قائدنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بالشفاء العاجل وأن يمده الله بالصحة والعافية وطول العمر وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظهما الله - من كل سوء ومكروه إنه سميع مجيب.
- الرياض