لا أدري كيف أبدأ تلك الكلمات، بل لا أدري كيف أصوغ العبارات والعبرات التي تراكمت، لتحيطني بجبال من الحزن انهالت عليَّ عندما غادر هذه الدنيا الفانية، واحدٌ من أقرب الزملاء وأنبل الكرماء وألطف الناس في هذا الزمن المتلاطم.
نعم فقد غادرَ هذه الدنيا أخي الغالي يوسف بن فهد الطريسي الذي استطاع أن يكون مثالاً يُحتذى به في كل نواحي الحياة، يوسف الذي لم أره إلا والابتسامة تعلو محياه منذ تشرفي بمعرفته ومزاملته قبل ثلاثين عاماً، عندما كنا طلاباً صغاراً في مدرسة أبي بكر الصديق بالرس، فمنذ ذلك الحين كان يوسف الأخ والصديق والزميل الذي لا يمكنني الاستغناء عنه في جميع شئون الحياة، وعرفت ذلك جلياً عند المواقف الصعبة والظروف الطارئة التي تبيِّن معادن الرجال ومدى إخلاصهم، وحتى قبل وفاته بأيام قليلة كان على تواصل تام معي - رحمه الله -.
كان مضرب الأمثال في أمور كثيرة يصعب حصرها، ولعل من أبرزها برّه بوالديه فأبى - رحمه الله - إلا أن يجاورهما في منزلهما ليكون معهما قلباً وقالباً، ويحظى بنعمة رضا الوالدين.
وكما هو معلوم فإن رضا الله من رضا الوالدين، ولذا فقد كان التوفيق حليفه في جميع نشاطاته التجارية والتي لا تخفى على أهالي الرس. لن أنساك أخي أبا فهد ما حييت، ولن أنسى تلك الذكريات العطرة الجميلة التي جمعتنا معك وقت طفولتنا ووقت شبابنا، وكما رافقت والديك في الدنيا، فإني أسأل الله العلي العظيم أن ترافقهما في جنات النعيم، كما أسال الله تعالى أن يجمعنا معك في دار كرامته ويلهمنا الصبر والسلوان على فراقك، إنه سميع مجيب.
خالد سليمان الحربش - الرس