فقدتْ أسرة التويجري أحد كبار السن، ومؤذن الجامع الكبير لمدة نصف قرن.
قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 145] وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) } [لقمان: 34] وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 145]قال الله تعالى:{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر: 42] وقال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران: 185] وقال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } [الأنبياء: 35].
ببالغ الحزن والأسى تلقيتُ في يوم السبت الموافق 17 محرم 1434 هـ 01ديسمبر2012م خبر وفاة الشيخ إبراهيم بن عبدالكريم التويجري - يرحمه الله- مؤذن الجامع الكبير لمدة نصف قرن أو نحوه.
في بلدة الطرْفِيَّة الشَّرْقِيَّة الواقعة شمال بُرَيْدَة على بعد 24كم بخط مستقيم.
وفقدتْ أسرة التويجري أحد كبار السن المخلصين - وإن لم تخني الذاكرة فهو أكبرهم سناً - وفجع في وفاته كل من يعرفه، وجميع أهالي الطرْفِيَّة، فقد كان - يرحمه الله- صاحب أخلاق عالية، فأصبح خبر وفاته كالصاعقة على جميع محبيه.
لقد عرفته منذ طفولتي متواضعاً محباً للصغير والكبير، لم أسمع عنه بأن تعرض لأحد بأذية..
وكنتُ في رحلاتي الميدانية أحرص كل الحرص على مرافقة كبار السن عند تأليف أي كتاب عن الآثار في بلادنا الغالية.
وقد تشرفتُ بمرافقته، فأعد لي برنامجا خاصاً لزيارة بعض الأماكن الآثارية في بلدة الطرْفِيَّة، وعندما كنتُ أسأله عن الطرْفِيَّة (وما أكثر أسئلتي) كان يجيبني بصدر رحب وبكل صراحة عن أسرته، وألفيته - يرحمه الله- رجلا متميزاً بين كبار السن ممن رافقني في رحلاتي, يحترم الجميع..
لقد أخجلني بأخلاقه العالية، وعند زيارتي لأي موقع أجد اهتماماً متميزاً وحباً لبلدته يلفت الانتباه..
لن أكلف القارئ الكريم مشقة الترحال إلى آثار الطُّرفِيَّة الشَّرْقِيَّة، فقد تحدثتُ عنها في عام (1418هـ) في كتابي الموسوم بأرض القَصِيْم فأرجع إليه إن شئت ص165 ، كما تحدثتُ عن أسرة التويجري والتقتُ صوراً فوتوغرافية عن بلدتهم القديمة ، ويظهر (الدَّلِيْل) إبراهيم بن عبدالكريم التويجري - يرحمه الله- في بعض الأماكن وهو واقف في عام (1423هـ) يتحدث عنها في كتابي الموسوم بـ (القَصِيْم، آثار وحضارة)، فأرجع إليه إن أردت في صفحة 368 ـ 383 لقد كنتُ أداعبه قبل فترة قصيرة بزوجة جميلة من خارج بلادنا عمرها 17سنة، لكنها لاتتحدث (طرما)..
فكان ينهض من سريره وهو مريض مبدياً استعداده للسفر معي..ولم يدر بخلدي أن هذا هو الوداع الأخير لأبي عبدالكريم.
- يرحمه الله-.
وببالغ الحزن والأسى أتقدم بأحر التعازي إلى جميع عائلة التويجري وأقاربهم ولأهالي بلدة الطرْفِيَّة في وفاة أحد رجالها الأوفياء - يرحمه الله- وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته، ويلهم أهله الصبر والسلوان.
{إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [البقرة: 156].
هذا ماعَنَّ لي قوله.
والمِنّةُ مَنْ مَنَّ الله عليه بالإيمان
تركي بن إبراهيم القهيدان - باحث في الآثار والجغرافيا