تنظيم عمل سيارات الأجرة والليموزين بات أمراً أكثر إلحاحاً، لاسيما داخل المدن بمعايير وقواعد مرورية تضبط تجوالها وأماكن وقوفها، وتحدد من يعمل عليها بمقاييس واشتراطات مؤهلة للمهنة، خاصة في بقاع ترتهن إلى هواجس خصوصيتها في حل أمورها، الغفلة أو التغافل عما يمارسه بعضهم يدعو للدهشة في ظل الحرص الواضح من جهات الاختصاص على ضبط السلوك الاجتماعي ومراقبة الإخلال بالأخلاق والمثل العامة المفروضة شرعاً والمتوارثة عرفاً وثقافة مجتمع، الحديث عن هذا الموضوع ليس جديداً فقد تناولته أقلام تنبه للمخاطر الناجمة عن تجاوزات شريحة ممن يعملون في هذا المجال، وإعادة تداوله بين فينة وأخرى دليل على عدم زوال الخطر لغياب النظام المأمول الضابط لهذه المهنة، وكمثل قريب فقد تناولت وسائل إعلام خبر القبض على سائق منهم يمتهن القوادة على فتيات لإحياء ما يسمى (ليالي حمراء) ولا أعرف سبب هذا اللون، وذلك مقابل آلاف الريالات لكل فتاة، مع استعداده لتوفير مزيد من مستلزمات (الاحمرار) من خمور وموبقات أخرى لا يعرفها إلاّ من تلوّن باحمرار تلك الليالي الصاخبة، وأفاد الوافد في اعترافاته بأنه يصطاد زبائنه (ضحاياه) في مواقع مختارة من مدينة الرياض تكثر بها (هجولة) الشباب لاسيما العامرة جيوبهم، ويقنعهم بأنهن فتيات جامعيات ربما لرفع أسعار الإضاءة الحمراء، هنا أتذكر حديث شاب آسيوي يعمل سائق ليموزين أوصلني لمقصدي بأنه جاء للمملكة قبل بضعة أشهر عن طريق أحد أقاربه الذي دلّه على المهنة المربحة، وأنه اعتاد ألا يتعدى هذه المنطقة (العامرة) لكني تجاهلت كلامه ودخلت معه فيما يشبه الإغراء بأن ما أدفعه سيكون مجدياً فانطلق، وواصلت حديثي معه لأستقصي سبب اقتصاره على هذه المنطقة بالذات؟ فقال ما معناه إنه يتعامل مع النساء لاسيما الفتيات (وهنا لفتت انتباهي وسامته وتسريحة شعره ونعومة ملامح وجهه)، مما يغري أي شابة للانجذاب للحديث والدردشة معه، وأضاف: هنا في هذه الأحياء (فلوس أحسن ونفرات كويس وما فيه مشكلات)، هذا جزء من حواري معه ولم أبالغ، بل ربما تجاوزت بعض أقواله، سائق آخر من ذات الجنسية، سنه تجاوز الخمسين، وكعادتي أحب الدردشة مع هؤلاء فهم ينقلون لك ما لم تكن قد سمعته أو عرفته في مجتمعك، وكان مدخل حديثي أن السيارة جديدة ما شاء الله، فقال: هنا فيه مشكلة حرمة ما يركب سيارة قديم، وأكثر الركّاب حرمة، جذبته لبعض التفاصيل المربكة، فجذب هو مصحفاًان بحوزته فأقسم بالله عليه يميناً مغلّظاً أن نساء يطلبن منه إيصالهن لأي موقع فيه المتعة المحرمة، وأنه كان يرفض حماية لضميره وذمته، وأنه يتحجج بأنه لا يعرف، وأضاف: حرمة فيه كلام أنت يعرف الكتف (يقصد الكفت)، وأكد أنه لا يستطيع التخمين من أي جنس أو عرق أو طبقة تكون هذه النسوة غير أن الوقائع تتكرر معه.
لعل الأمثلة السابقة كافية للدلالة على خطورة تسيب سيارات الليموزين ولكن الأخطر هو من يدّعون أنهم متخصصون في المشاوير الخاصة والتوصيل للجامعات، فمنهم من لا يحملون إقامات نظامية ومنهم الفاسدون المدلسون المتعاونون مع أصحاب النوايا السيئة الداعية للرذيلة الباحثة عن أوكار الإضاءات الحمراء.
t:@alialkhuzaim