الجزيرة - علي بلال:

طالب المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي وزارة الثقافة والإعلام مبادرتها لوضع ميثاق ينظم العلاقة بين المتحدثين الرسميين في الجهات الحكومية والمراسلين الصحفيين في وسائل الإعلام، ويحدد مسؤولية كل جهة تجاه الأخرى فيما يتعلق بالتواصل ويطور الضوابط والتعامل المهني فيما بينهم.

وقال اللواء التركي خلال مشاركته أمس في ورشة عمل «المتحدث الرسمي وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام» في محور «توظيف الإعلام لخدمة أعمال المؤسسة والتأثير الإيجابي» وذلك في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، أحيانا أخشى الحديث المباشر مع مراسلي وسائل الإعلام لأنه لا يكون لدى المراسل فهم لما أريد وقد أفاجأ في اليوم التالي أن النشر ليس دقيقاً، مشيراً إلى المتحدثين الرسميين لدى الجهات الحكومية لديهم مشكلة الاقتباس، وقال: يجب أن نكون دقيقين في الاقتباس لكي تكون المعلومة صحيحة ودقيقة ولا تكون سلبية عن الجهة فنحن مسؤولون عن نتائج أعمالنا وتوفير ما يلزم من معلومات وأعمال.

وأكد اللواء التركي أنه لا يمكن توظيف الإعلام لأنه يتمتع باستقلالية فيجب أن ننظر لوسائل الإعلام والجهات الرسمية كمنظومة واحدة لتوفير حلم يتطلبه المواطن، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام بحاجة للجهات الرسمية والجهات الرسمية بحاجة لوسائل الإعلام، فالمدن توسعت ومن الصعب إيصال الجهات الرسمية رسالتها لكل مواطن.

وقال اللواء التركي الدولة تؤمن باستقلالية الإعلام وهذه الورشة تأتي في ضوء الأمر السامي الذي لزم الجهات الحكومية بتعيين متحدثين رسميين للتواصل مع وسائل الإعلام، مشيرا إلى المتحدث الرسمي هو الممثل للجهة التي يتحدث نيابة عنها لدى وسائل الإعلام والرأي العام بشكل عام والمسؤول عن الصورة الذهنية الحقيقية لدى الرأي العام.

وقال اللواء التركي إن وسائل الإعلام في حالة وقوع حدث ما لا تنتظر حتى يبادر المتحدث الرسمي بالاتصال لكنها تعمل بما يخدم مصالحها وأهدافها ولذلك يجب على المتحدث الرسمي مسؤولية التجاوب مع وسائل الإعلام حتى يضمن المعلومة والحقائق الصحيحة حتى لا تؤثر في الرأي العام، مشيرا إلى أن الرأي العام أصبح الآن يتوزع عبر وسائل الإعلام المتاحة له فيجب التعاون والتواصل مع جميع وسائل الإعلام ونتلقى اتصالات الجميع وأن نتفاعل معها بالاتصالات لما يحقق الأهداف المنشودة.

وأكد اللواء التركي أن التفاعل مع وسائل الإعلام أمر ليس سهلاً، وقال: نحن نسمع من وسائل الإعلام المطالبة بمؤهلات المتحدثين الرسميين لدى الجهات الحكومية وأن تكون لديهم القدرة والمسؤولية في التحدث، مشيرا إلى أن مسؤولية المتحدث الرسمي لا تكتمل إلا باكتمال العنصر المقابل وهو مراسل الوسيلة الإعلامية فهم طرفان لوسيلة التواصل وهما لا يمكن أن يتناغم ويتفاعل البعض إلا إذا كان لكل منهم يدرك مسؤوليته.

وشن رئيس مجلس جمعية الثقافة والفنون سلطان محمد البازعي هجوما على الوزير أو المتحدث الرسمي لدى أي جهة حكومية الذي يختار موضوع لمؤتمره الصحفي أقل أهمية عن موضوع مهم ومتداول بين أفراد المجتمع.

وقال البازعي في محور «العلاقات العامة والمتحدث الرسمي» إن المسؤول الذي يمنع من التحدث خارج المناسبة يعتبر عيباً في عملية تنظيم المؤتمر الصحفي، مشيرا إلى أن الصحفيين سيسألون عن هذا الموضوع الأكثر أهمية، ودائما اختيار الموضوع يحدد مسار المؤتمر الصحفي.

وأكد البازعي أنه على المتحدث الرسمي الإجابة الصحيحة على سؤال الصحفي بالمعلومات الدقيقة والواضحة والتأكد منها لاحقا خاصة في حالة الأزمات حتى لا يعطي مجالاً للتخرصات أو الإشاعات، ولا يجوز للمتحدث الرسمي التحفظ على الإجابة وأن يعطي الصحفي والرأي العام الثقة.

وأوضح البازعي أن خبر العلاقات العامة الذي تعده الإدارة لا يتطرق إلى الحقائق كاملة، فالأرقام قد تبرر الرسالة بالتخلص من الديباجة والكلام الذي تحتوي على تلميع المسؤول.

وخاطب البازعي المتحدثين الرسميين قائلا: ضع مكانك مكان الصحفي وقيم رسالتك حسب المعلومات المتكاملة ووجود عناصر الخبر وتقديم الجديد في الرسالة الإعلامية، مشيرا إلى أن موظف العلاقات العامة الجيد لا بد أن يقيم رسالته قبل إرسالها ويضع مكانه مكان الصحفي في قرار النشر.

وأوضح البازعي أن البيان الصحفي أحد الوسائل في قائمة الأنشطة والفعاليات التي ممكن لموظف العلاقات العامة إيصال رسالته، فهناك الاتصال الشخصي، والاتصال الاجتماعي، والمقابلات الشخصية، وتنظيم الزيارات من أهم الوسائل المؤتمرات الصحفية إذا كان الحدث يستدعي ذلك لأنه يفتح المجال للمناقشة لاستخراج أخبار مختلفة من المسؤول المعني.

وأكد البازعي الاستعداد الدائم للمتحدث الرسمي وتحضير الإجابات للأسئلة الصحفيين خصوصا إذا كان المؤتمر الصحفي معقود لتقديم رسالة وهناك قضية أهم منها فإن المجتمع يبحث عنها وستظل حائمة على رؤوس الصحفيين فيجب أن تكون لديك القدرة على الإجابة بأي شكل من الأشكال.

وقال البازعي تهرب المسؤول من أسئلة الصحفيين أسوأ شيء عليه في مؤتمره الصحفي فلا يتجنب الأسئلة أو يمررها وكأنه لا يسمعها وهذا يعطي إيحاء للصحفيين أن فيه مسألة خفية لا بد البحث عنها.