بقلم: آرت ماركمان

عندما نتحدث عن الابتكار، غالباً ما نسلّط الضوء على الأفراد. ولنأخذ مثلاً الانبهار اللامتناهي بستيف جوبز، أو ميلنا الفطري إلى ربط أحد الاكتشافات بمخترع واحد. وثمّة تركيز أقل على التركيبات التي تروّج لثقافة من الابتكار.

نعمل في معهد «أي سي 2»، في جامعة تكساس، على استكشاف بيئة ملائمة للابتكار، باللجوء إلى «حاضنة أوستن التقنية»، أو إيه تي أي»، كنموذج. وفي حين تسلّط الحاضنات التقليدية الضوء على تزويد الشركات الجديدة بمساحة متدنية التكلفة واستشارات في مجال الأعمال، تسمح حاضنة «إيه تي أي» لشركات التكنولوجيا الناشئة بالحصول على أول جولة تمويل لها.

والواقع أن البرنامج يعمل وكأنه حيّد مرجاني بالنسبة إلى الشركات الناشئة. ففي المحيط، يُنشئ الحيد بيئة تزدهر فيها الحياة البحرية. وبالطريقة ذاتها، يعمد برنامج «إيه تي أي» إلى جمع الشركات الجديدة بقادة الشركات والباحثين في الكليات، والمسؤولين الحكوميين، والمستثمرين، للتأكد من حصول هذه الشركات الجديدة على الخبرة التقنية وتمكّنها من النفاذ إلى رأس المال الذي تحتاج إليه للابتكار.

وإن كانت مؤسستك تعتمد بشدّة على الابتكار الفردي، فكّر في إنشاء حيّد خاص بك يقوم على الابتكار، يسمح للمتختصّصين بحل المشاكل فيه بتطوير شبكة من الأشخاص المحترفين يأتون بأفكار جديدة إلى السوق. وهناك ثلاثة عناصر ضرورية لإنشاء شبكة من هذا القبيل في شركتك:

- قم بإشراك الأشخاص المناسبين: من الضروري أن تشمل شبكة الابتكار إدارة عليا قادرة على تمويل المشاريع، وقادة حققوا نجاحاً في ابتكارات سابقة، وخبراء فنيين ومستشارين خارجيين.

- زوّد الشبكة بثقافة: من الضروري أن تتوافر للشبكة الموسّعة فرص للاختلاط بطرق منتجة. أطلق مناسبات منتظمة يتلاقى فيها المبتكرون من أرجاء المؤسسة ويتقاسمون تجربتهم.

- علّم الآخرين: يتطلّب انتشار أفضل ممارسات الابتكار في أرجاء مؤسسة تطوير هذه الأفكار قبل انطلاق المشاريع. ويجب أن تطبق شبكة التطوير برنامجاً تعليمياً يشمل الشركة كلها ويتناول كيفية تطوير الأفكار الجيدة وإدخالها إلى السوق.

ومن أفضل الأمور التي تتّسم فيها بيئة ملائمة للابتكار وواسعة النطاق هو أنّ الاحتمال أكبر بأن تنجح المجموعات المشاركة في المشاريع في تعزيز تواصلها بصورة مباشرة مع بعضها البعض من أجل حل المشاكل، بدلاً من الاعتماد على مكتب مركزي يتوسّط لإنجاح التواصل. وتساعد هذه التركيبة المتساهلة على إنشاء ثقافة من الابتكار وتسمح للأفكار المبتكرة بالنمو والازدهار، بدلاً من أن يتم إنشاؤها ليس إلا.

(*) آرت ماركمان حائز على شهادة دكتوراه، وهو أستاذ «آنابل أريون ورشام سانتانيال» لمادة علم النفس والتسويق في جامعة تكساس في أوستن. كما أنه مدير تحرير في مجلة «كوغنتيف ساينس»، ويقدّم استشارات منتظمة لشركته، «ماكسيمايزينغ مايند».

© Harvard business School publishing corp. Distributed by the new york times syndicate.