يا فتاة البراري الجميلة تعالي هنا أعبري القلب كالطلقة المسرعة.. تعالي هنا انسفي كل قلبي لتبقى النوافذ في وجهك مشرعة، تعالي هنا احفري نفقاً في حبة القلب يفضي لكل الأرخبيلات، حيث السفائن ترفع في وجهك الأشرعة، وتبحر نحو النوارس يأكل الصمت صيحاتها في الأماسي اللازوردية اللون، حيث الغيوم الموشاة بالزهر لا تخلع عن وجهها الأقنعة، تعالي هنا، ههنا أيا آخر القبرات الجميلات اللواتي يزغردن في القلب قبل انطفاء الأشعة في القلب إني انتظرت طويلاً أصارع نسغة الحزن في الروح وأجتر آلامي الموجعة، تعالي إليّ إليّ، هنا اعبري القلب يا مهرة أطلقتها البراري بقلبي لتنفض أعرافها عن رذاذ المساء وتصهل في الدم.. في الدم في الدم، فإني انتفضت طويلاً، ارتعشت طويلاً، ذبلت ترداد صهلتها الممتعة، تعالي فإني أعلق كل قناديلي المزرقة اللون كالبحر كعينيك، كالهم في القلب، كالموت في الحب كالساحل المشرئب، كالبسمة الوادعة، لكي تصلي إليّ، كالعصف، كالعنف كالزوبعة، تعالي هنا مزقي القلب إني ارتحلت إلى عالم ذاب عند ارتحالي وذبت به ولم ترتحل بارتحالي سوى الأمتعة، وبقي عذابي وتيه اغترابي وترديد أصداء ضحكتك الرائعة.