لا تُحلّ المشكلات الإنسانية بصواريخ (الكاتيوشا). أبدا. ولا حتى بالضجيج الإعلامي. إنّ في دواخلنا تربة صالحة جدا لزرع الكراهية. كما أنّ في كينونتنا ميلا قويا إلى (الغفران). فلماذا نهمل ميلنا الفطري للغفران؟!، ونعمّق خلافاتنا وننكأ جراحا نعرف أن الزمان سيمحوها.
إن حركة الزمان تسبق حركتنا؟، فهذه فلول العدوانيين تتربى داخل نفوس أولادنا. بفضل لغتنا الإقصائية والمشهد العام لمجتمعنا (أو: مجتمعاتنا) هو ذلك الضيق الذي يرقد على صدورنا!. لا نصدق أن العالم يحتاج إلى أن نرشقه بالورد، لا: بالقنابل!. العالم بخير طالما آمنّا بهذا.
يكفي أن بمقدورنا أن نشكو وأن نغضب وأن يكون مزاجنا معتدلا، وذلك يعني حالة إيجابية. الذين يفكرون بالموت على أنه حادث مؤلم ينسون أن التاريخ لا يهمل هذا الذي مات. لو كان يحمل حلما فإن حلمه سيكون أوسع لأنه بموته يمنحنا اليقين إنه لا غالب إلا الله. ولن يبقى غير الله. لذلك نعتبر (الانتحار) عملا جبانا. مع أنه - عمليا - لا علاقة له بالجبن. فالقادر على قتل نفسه هو إنسان قادر على قتل الغير. لكنّ داخله بوصلة تشير إلى اتجاهات عدة وعليه أن يختار. وحين يكون الخيار متوجها إلى الذات يصبح تنفيذه سهلا. إنّ ثمة انتحار لا نكاد نذكره. هو الانتحار الخفي الكامن في كياناتنا. نحن ضحية ما نرى. كما يقول المفكر الانجليزي (كولن ولسون) عن حياة الذين كانوا ممتلئين بالحركة والحرارة ثم انهاروا تماما إن مشكلتهم (وهي مشكلتنا) - إنهم يعرفون أكثر مما ينبغي معرفته - أو لنقل أنهم يعون أكثر مما يجب!. إن الحياة ويجب أن نعترف بهذا هي مكان وزمان للخطأ والخطيئة والتصرفات التي يغلب عليها طابع الانفعال وهي تحبس نفسها حين نحتكم للضمير الذي يسميه (فرويد) الـ soperego أو (الأنا الأعلى) لذلك خلق الله الناس مختلفين كشرط للتعايش لا كسبب للتقاتل.
لماذا نقتتل؟!
يا له من سؤال صعب!. والإجابة عليه طويلة وتحتاج إلى مجموعة كبيرة من الكلمات والرؤى والإيمان أولا بقضية أن القتل هو أسوأ فعل يمكن أن يقوم به الإنسان. إن له ظلالا مديدة وسيظل هاجس الإنسان ما بقي على هذا الكوكب وما شاء الله لنهاية العالم.
ومن إقناعنا لأنفسنا بأنه: لا غالب إلا الله!
نبتدئ حياة لنعيشها لا لنبحث عن (ذرائع) لننهيها!
حائل