|
بقلم - نايثن تي ووشبورن:
لقي أكثر من مئة شخص مصرعهم في حريق شبّ في معمل للألبسة ليلة 24 تشرين الثاني (نوفمبر) في داكا، بنغلادش. ونقلت «وول ستريت جورنال» أن السبب لم يتّضح على الفور. إلا أنه الحريق الأحدث ضمن سلسلة من الحرائق التي طالت معامل ألبسة وأودت بحياة مئات العاملين، وليس فقط في بنغلادش، إنما أيضاً في تايلاند، والصين، وباكستان، والولايات المتحدة ومواقع كثيرة أخرى على مرّ السنوات المئة أو أكثر الماضية.
ويدعو التشابه الملحوظ بين هذه الحرائق إلى الاعتقاد أن مفتعل حرائق واحداً أشعلها جميعاً.
ومفتعل الحرائق هذا بالتحديد يعتمد استراتيجية تقوم على استدراج مئات المهاجرين الشبان، من نساء ورجال، إلى مبنى متعدد الطبقات، عن طريق عرض دولار في اليوم عليهم مقابل خياطة الملابس. وفي المرحلة التالي، يقفل الأبواب، ويضع قضباناً على النوافذ، ولا يجهّز مخارج طوارئ للحريق. وبعد ذلك، ينتظر شعلة ناتجة عن آلة فيها خلل أو سيجارة غير منطفئة. وعاجلاً أو آجلاً، يشب حريق، ويكتشف العاملون لديه أن حياتهم تساوي أقل حتى من دولار واحد.
والجدير ذكره أن الضغوط الممارَسة لإيجاد مصادر رأس مال (بما يشمل البشري منه) يكون أرخص باستمرار، واستنباط قيمة أكبر باستمرار منها، تضمن تكرار هذه الرواية السنة القادمة أو خلال السنة التي تليها.
ويأتي قرار متابعة أعمال في الاقتصاديات الأقل تقدماً مرفقاً بمسؤولية، تقوم على منع الممارسات الاستغلالية والمهددة للحياة. ومن الضروري أن تتذكر الشركات المقبلة على ذلك الأمور التالية:
- تسهم المعايير المتساهلة والقوانين المشتتة في توفير التكاليف التي تحفّز على ممارسة الأعمال في هذه البيئات. ويعني ذلك أنه من الضروري أن ينظّم المرء أموره بنفسه.
- تسمح متابعة الأعمال من دون أسس قانونية بالتبرئة من ممارسات المورّدين والشركاء.
- إنّ التكاليف المرتبطة بالفشل باهظة، علماً أن استعادة سمعة متأذية قد تتطلّب عقوداً كاملة.
ويُعتبر تجنّب الممارسات الاستغلالية عملية أكثر من كونه حدثاً. وهو يشمل إرساء معايير مع توقعات واضحة، وتوفير تدريب يمكّن الشركاء والموردين من فهم السبب الذي يجعل معايير من هذا القبيل مهمة إلى هذا الحد، ويساعد هؤلاء الشركاء على تطوير المهارات التي يحتاجون إليها للالتزام بالقوانين والتحقق من الالتزام من خلال زيارات وتدقيقات حسابية متكررة.
لقد مرّت عقود منذ أن تسبّب حريق في معمل ألبسة بمقتل أشخاص في الأسواق الشديد التنظيم في الدول المتقدمة. وتعرف الشركات أصلاً كيف تتجنب هذه المآسي، وما عليها إلا أن ترغب في الإقدام على الاستثمارات المطلوبة.
(نايثن تي ووشبورن أستاذ معاون في كلية «ثندربيرد» للإدارة العالمية).