بقلم - مايكل جاي سيلفرستاين:

عندما تعلّق الأمر بالصين والهند، نلحّ عليكم، في «بوسطن كونسلتنغ غروب»، كي تراهنوا على الدولتين معاً.

أصدرت «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» مؤخراً تقريراً توقّع انتعاش الاقتصاد الصيني ونموه بنسبة 8.5% في 2013 وبنسبة 8.9% في العام 2014، في ظل ارتفاع طلب المستهلكين والإنفاق الحكومي على الإسكان والبنية التحتية. كما عبّر تقرير المنظمة عن بعض التفاؤل حيال استئناف النمو الاقتصادي في الهند خلال السنتين المقبلتين، وإيجاد حل قريب لمشكلات عجز الحساب الجاري في البلاد.

وفي كتابنا الجديد، بعنوان «جائزة العشرة تريليونات دولار: اجتذاب الوافدين حديثاً إلى الصين والهند»، أطرح بالتعاون مع شريكيَّ في التأليف فكرة تفيد بأن النمو في الصين والهند لن يتبع خطاً مستقيماً، وبأن يتخطى البلدان الفساد والاستثمارات المتهوّرة والتنافر الاجتماعي والكوارث الطبيعية. إلا أن النظرية الأساسية في كتابنا تشير إلى أن اقتصاديات الصين والهند ستواصل تسجيل معدل نمو سنوي مركب أقله 8 في المئة بحلول نهاية العقد، على أن يصل بالتالي إنفاق المستهلكين السنوي في الدولتين إلى مبلغ موحّد قدره 10 تريليونات دولار بحلول العام 2020.

ومع تفكيرنا في العقد المقبل، نتوقّع للطموح والطاقة لدى مليار نسمة توافدوا حديثاً إلى الهند والصين أن يكونا طاغيين. ويوفّر كتابنا بياناً رسمياً عن النمو وإنشاء الثروة. لقد أمضينا ما يكفي من الوقت في غرف الجلوس الصينية والهندية لنفهم حاجات الطبقة الوسطى ورغباتها. وسيعبّر هذا الشعب بصورة متزايدة عن رفضه للفساد والتلوث، وتجتاحه رغبة متزايدة في الاستثمار في مجاليْ الصحة والتعليم. وسيستغلون نفوذ محافظهم النقدية لصقل عالم يكون على قدر آمالهم وأحلامهم.

والجدير ذكره أن هذا النمو الضخم بتوجيه من المستهلكين سيؤدّي إلى مشاريع في مجال البنية التحتية بالحجم العملاق ذاته، بما يشمل النقل، والاتصالات، والطاقة، والرعاية الصحية والتعليم.

ونحن ندفع بالمستثمرين إلى عدم التخلي عن إيمانهم والمضي قدماً في الصين والهند. وقد يتم تحوير التوقعات الإيجابية عن مسارها، بسبب الانكماش الاقتصادي، والكوارث الطبيعية، والاضطرابات السياسية. ولكن تماماً كما نُظهِر في كتابنا، يفهم أصحاب المشاريع والمسؤولون التنفيذيون الصينيون والهنديون تماماً ماذا يحصل. وهم كانوا شاهدين على استثمارات حكومية جديدة هائلة الحجم في مجال البنية التحتية، ولاحظوا أن مئات ملايين المستهلكين من الطبقة الوسطى يتوقون إلى الاستثمار. ويتوقع بعضٌ من أصحاب المشاريع هؤلاء بثقة نمو أعمالهم بعشرات الأضعاف خلال السنوات العشر القادمة. ونعتقد أن الشركات الغربية قادرة على النمو معها - ومن الضروري أن تفعل ذلك.

(مايكل جاي سيلفرستاين كبير شركاء وعضو في «بوسطن كونسلتنغ غروب». وكان أحدث كتاب ألفه بعنوان «جائزة العشرة تريليونات دولار: اجتذاب الوافدين حديثاً إلى الصين والهند» The $10 Trillion Prize: Captivating the Newly Affluent in China and India