أسابيع قليلة وتطوى صفحة هذا العام بحلوها ومرها, بانتصاراتها وخيباتها.. بما أهدتنا من فرح وما أذاقتنا من حزن.. أحداث كثيرة مرت علينا وعلى العالم من حولنا.. أوقات شهد فيها العالم احتفالات ومهرجانات وأوقات أخرى شهد كوارث وثورات وحروب دامية.. وكأن ما يحدث لهذا العالم من تقلبات هو درس يقول لنا: هكذا هي الحياة يوم لك ويوم عليك وبالرغم من ذلك لا تستسلم لليأس والهزيمة.
عام جديد وأمل جديد يطل علينا ليقدم لنا فرصة جديدة بأن ننسى آلامنا وجروحنا, ونمضي باتجاه الأمل والتفاؤل, ونرسم في سبورة حياتنا أحلاماً جديدة وأهدافاً أخرى يمنح السير لتحقيقها لحياتنا معنى ونكهة, فهل هناك أجمل من أن تستيقظ كل صباح لتحقيق هدف رسمته؟ وحلم عشقته؟ لكن يبدو أن كثيراً منا أصبح عاجزاً حتى عن الحلم أمام زحمة الحياة وتعقيداتها ومتطلباتها, يستيقظ كل صباح منزوع الأمل, فاقد الشهية للحياة والغد, يعيش ليأكل ولا يأكل ليعيش, فقد كل مفردات البهجة والحماسة لاعتقاده أنها حكر لعمر معين أو مناسبة معينة, ناسياً أو متناسياً أن كل صباح هو فرصة جديدة لننسى ونغفر ونفرح ونعيش ونقول لمن نحن كم نحن ممتنون لوجودهم في حياتنا.
أليس الشروق نفسه هو أكبر دليل على طهر البدايات؟ أليس بزوغ الفجر من وسط الظلام أعظم ظاهرة كونية تؤكد على أن همومنا مهما بدت مظلمة وكئيبة ستنتهي وتزول مع شروق الحب والتسامح مع الذات والآخر؟ هي معجزات تحدث حولنا كل يوم لكن لهثتنا خلف مغريات الحياة أغفلنا عن رؤية جمالها وعظمتها.
اسأل نفسك ماذا أريد أن أحقق في عام 2013؟ ماذا أريد أن أغير في نفسي؟ كيف سأطور أسلوب حياتي وأجعله أفضل مع بداية العام الجديد؟ أغمض عينيك واسأل نفسك.. بعد أعوام من اليوم إذا رحلت عن هذه الدنيا كيف أريد الآخرين أن يتذكروني؟ وما الإنجازات التي أريدها أن تعرف عني؟ وما هي المشاريع التي أريد الآخرين أن يتذكروني بها؟ كم جائزة سأسعى للفوز بها؟ وكم شارع أطمح أن يكتب عليه اسمي؟ وكم كتاب أريد أن أؤلف؟ وكم تجربة تطوعية سأخوضها؟ وكم اكتشاف واختراع أريد أن أنجزه؟ وكم منصب أريد أن أتقلده؟ وكم شخص أريد أن أساعده؟ وكم فكرة ظلت حبيسة فكري سأعلن عنها؟ والأهم من هذا وذاك.. ماذا أريد أن أحقق من أعمال صالحة أواجهه بها ربي سبحانه؟ كم صلاة ودعاء وتسبيح وصدقة ستشفع لي؟
أمام قوة هذه الأسئلة وعمق تأثيرها على نفسك, ستجد أنك أقرب إلى اكتشاف أهدافك للعام الجديد.. بعد أن تعرفها ستتردد في تدوين بعضها لشعورك أنها أكبر منك وأنك أصغر من تحقيقها.. لا تجعل ضعف ثقة بإمكانياتك يهزمك, بل اجلب ورقة وقلم واكتبها مهما بدت مستحيلة وعلقها في غرفتك واقرأها كل صباح وستجد أنك بالرغبة والعزيمة قادر على تحقيقها كما يحقق ملايين البشر أحلامهم الكبرى كل يوم.
أقترح عليك بأن تجعل لعامك الجديد عنوانا.. مثلا: عام العطاء, عام الصدقة, عام التسامح, عام السفر والاكتشاف, عام الكتب والقراءة, عام التغيير الصحي, عام الرياضة والاهتمام بالصحة. عام التطوع, عام كسب المهارات أي (تعلم اللغات, تعلم حرفة جديدة أو رياضة مفيدة) وغيرها الكثير.
2013 فرصة كبرى لأن تكون إنسانا جديدا مفيدا ومنتجاً ومبدعاً, لا تجعله عاما آخر يضاف إلى عمرك.. بل اجعله أجمل سنوات عمرك بالعطاء والإنجاز وتحقيق الأمنيات.
Twitter:@lubnaalkhamis