إن استمر واقع الكرة السعودية بهذا الشكل الممتد منذ سنوات فلا أمل بتطور حقيقي ملموس يعيدنا للمنافسة من جديد على الصعيد الخارجي بكل أطيافه خليجيا وعربيا وآسيويا ودوليا..!!

لا نكاد نخرج من قضية إلا ونقع بأخرى...!!

لا نترك اتحاد الكرة بحاله..!!

لا نعطي المنتخبات فرصتها للتخطيط والانطلاق بهدوء..!!

حتى الفرق محليا أصبحت داخل دوامة المشكلات الإدارية والمالية والفنية؟؟

واقعنا يؤكد أننا نفتش عن كل نقاط الخطأ مهما كان حجمها لنصنع منها قضية رأي عام..!!

نتوقف عند تفاهات كثيرة ونتطاحن عند أمور وقضايا تكشف نتائجها النهائية أن مسارنا نحوها كان خاطئا منذ البداية..!!

أدرك أهمية النقد وقوة مخرجاته وضرورة وجوده المستمر في الساحة بحكم أنه الرقيب الأساسي والكاشف لأسرار الأخطاء..!

لكني مصدوم من نوعية القضايا التي يتوقف عندها الإعلام الرياضي.. غالبيتها لا تستحق إطلاقا..!!

اصبح مسؤولي اتحاد الكرة ومسؤولي الأندية متفرغين للنفي المتكرر للكثير من قضايا تمس عملهم..!!

يفجر أحدهم معلومة عبر تويتر سرعان ما تكبر ككرة جليد لتصل حاجز البرامج الرياضية ثم ما تلبث ان تتحطم.. هكذا كل يوم..!!

لم نعد قادرين على صناعة بيئة كروية مستقرة.. الضغوط من كل مكان.. من كل طيف..!!

يغيب مشهد الثناء والشكر والمؤازرة أو يظهر على استحياء وهو الأمر الذي يلغي عدالة الميزان النقدي فهناك كثيرون يعتبرون ثناءهم على أحد يجعلهم في خانة المتناقضين فالناقد برأيهم يجب ان يكون ناقدا فقط وإلا فهو منافق كذاب..!!

أعطوا الأمور نصابها الصحيح.. لا تضخموا صغائر الأمور.. مدوا يد الشكر والتقدير لكل مجتهد يحاول زرع عمل جيد..

صدقوني سيصبح الوسط الكروي طاردا في المستقبل بهذا الشكل ولن تجدوا من يعمل أو ستجدون كفاءات اقل من توقعاتكم..!!

في دول عديدة لايتم إعطاء المجال في البرامج الرياضية والصحفية إلا للخبرات لكي تنتقد بتعقل وتعطي حلولا واقعية وتعرف متى وأين ميزان عباراتها..

لدينا يكفي ان تعرف أحد معدي البرامج الرياضية لتضمن حضورا تلفزيونيا متكررا مهما كان حجم ثقافتك ولذلك لا عجب ان تكون برامجنا.. مستنسخة ضيوفا وأحداثا وتقارير..!!

نمر بمرحلة مفصلية لا تتحمل الكثير من الضغوط.. علينا ان نصنع بيئة كروية جاذبة مستقرة وان نعطي المميزين حقهم وان تنتهي مرحلة التشكيك بكل شيء والأهم ان ننتقي نقادنا فالجمهور أصابه الملل والقهر وهو يرى من يتلاعب بمشاعره ويستغل عاطفته والنتيجة.. دوري ضعيف واتحاد غير مستقر ومستقبل مجهول..!!

قبل الطبع:

المشروعات الناجحة هي البعيدة عن الضجيج.