من زاروا كولومبيا الرياض (كما أطلقت عليها جريدة الشرق، في عددها الصادر الأربعاء الماضي)، سوف لن يعتبروا ما نُشر مبالغة أو إثارة صحفية، فحلّة بن نصار جنوب الرياض، هي واحدة من الأحياء التي تُفرّخ المدمنين والمجرمين والمتسوّلين والرذيلة. وكنت قد أشرت قبل أقل من شهر إلى المتسوّلات صغيرات السن، اللواتي يعرضن أنفسهن عند إشارات المرور، في أوقات متأخرة من الليل، وفي مناطق يستغرب أي إنسان وجود متسوّل رجل فيها، فكيف بفتاة في مقتبل العمر! وحين تتبع هذه المتسوّلة، ستجدها من هناك، من كولومبيا الرياض.
هذه الظاهرة، ليست حكراً على الرياض، بل ستجدها بأسماء أخرى في جدة والدمام وأبها وجازان والقريات. وتشترك في المسؤولية عنها عدّة جهات، أبرزها وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الداخلية ووزارة الشؤون الاجتماعية.
وأكيد أنّ المسؤولية المشتركة هو ما آل بنا إلى هذه الحال المؤسفة، فكل جهة تقول إنّ هذه هي مسؤولية الجهة الأخرى. وفي النهاية، ها هي السلبيات الناجمة عن عدم قيام كل قطاع بمسؤولياته، تفرز واقعاً قد لا يصدق بعض المواطنين أنه موجود على أرضنا. واقع يتفشّى كالسرطان الصامت من الكولومبيات إلى كل جهات المدن، ليصيب في النهاية الشابات والشباب والأطفال، المطاعم والبيوت والمساجد، الأمن والاستقرار والأمان.