العجائز (قديماً) كنّ يغسلن الملابس بـ(الطشت)، بينما فتيات اليوم يغسلنها بـ(التتش)!.
وبالطبع الفرق ما بين (التتش) و(الطشت) كالفرق بين (البانوراما) و(العراوي)، ولتتضح المقارنة لجيل (الهامبروجر) يجب شرح معاني ما سبق: (الطشت) هو وعاء من المعدن يتم ملؤه (بالماء) وإضافة (نزر) يسير من (الصابون) إليه ثم دعك الملابس داخله باليدين، وترك الماء والصابون لعدة (غسلات) قادمة! وتعريف (العراوي) لمن يجهله هو (الونيت) أو (البك اب) ولكن بمواصفات خاصة وفريدة من القدم، وعادة ما تتراوح موديلاته بين (83 و85) حيث لا يعمل إلا (بالنتع) أو (النتتش)!
الفكرة في المقارنة بين (التتش) و(الطشت) و(النتش) ليست خاصة بالنساء وحدهنّ، فالتغير أصاب (الجنسين) بكل تأكيد، ولكن (المرأة) تبدو في نظر المجتمع أكثر تغيراً وتأثراً، حتى اختفت صورة (الأم) أو (الأخت الكبرى) المكافحة التي تقوم بدور الوالدين بشكل (مزدوج) في تربية إخوتها ومساعدتهم لقضاء احتياجاتهم، وتشرف على كل صغيرة وكبيرة في المنزل تطبخ وتغسل، حتى أنها كانت مسؤولة عن إيجاد أي شيء يفقده (أهل البيت)، فهي من ستبحث عنه وتجده، الصورة تبقى هكذا لتعرف (بالبنت السنعة) حتى (تتزوج) وتذهب لبيت (زوجها وأهله)!.
بعكس ما أصاب (فتيات اليوم) من الفشل في تسويق أنفسهنّ (بذات الطريقة) نتيجة الاستقلالية أو الأنانية وعدم (المسؤولية) في القيام بأي دور مشجع يساعد في اختيارهنّ من قبل (أعين) أمهات وأخوات يبحثن عن (عروس)!.
الشاب هو الآخر أصابه التغيير ولم يعد (مسؤولاً) مثلما كان (سابقاً)، بل إن جيلاً عريضاً من زمن (طيحني) و(بابا سامحني) يُبحث لهم عن (عروس) بعد أن تجاوزوا مرحلة (دونت تتش مي) بسلام!
الإغراق في رفاهية الـ(Touch) جزء من ثقافة (المجتمع) الذي تغير من (الطشت) إلى (التتش)، رغم أن نظرته للفرق بين (الولد والبنت) لم تتغير, لتدفع (الفتاة) وحدها (ثمن) أي تغير محتمل!
تعتقد بعض (بنات اليوم) أن مسألة البحث عن عريس (طالها التغيير) في زمننا هذا، وأصبح (التتش) جزءاً من عملية (البحث) والتوافق، لأنه يعكس مدى الفهم والتطور!
وهو ما يطرح (سؤالاً مهماً) حول مدى استعداد المجتمع للتنازل عن (ثقافته) في هذه المسألة تحديداً، والتي تقاس بمفهوم (الطشت) لا بمفهوم (التتش)!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com