إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز بديننا أن نذكر ببعض فضائل مكة المكرمة - زادها الله تشريفاً وتعظيماً -، فقد قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} (126) سورة البقرة، وقال - تعالى -: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (91) سورة النمل، وقال - تعالى -: {أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (57) سورة القصص، وروى البخاري ومسلم وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن مكة حرمها الله, ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دماً، ولا يعضد فيها شجراً).
وروى ابن ماجه بسند صحيح عن جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام - وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه)، إلى غير ذلك من نصوص الكتاب والسنة المستفيضة في ذكر فضائل مكة المكرمة، والبيت العتيق، والمسجد الحرام.
وهذه الفضائل تبين لنا أن لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية مزية في المكان لا يمكن أن تدانيها أي مسابقة أخرى تقام في أي بقعة من بقاع العالم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
كما أن ذلك يظهر حكمة ولاة الأمر في المملكة، وبعد نظرهم في اختيار مكة المكرمة أم القرى؛ لتكون مكاناً للتنافس في أعظم ما يتنافس فيه المتنافسون، وهو كلام الله تعالى.
alomari1420@yahoo.com