|
لم تكن العملية الجراحية التي أجراها خادم الحرمين الشريفين مجرد إجراء طبي لعلاج والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إنما كانت دليلاً واقعياً وملموساً على حجم الحب الكبير الذي يكنه له شعبه، ولو أرادت أكبر وأعتى شركات قياس الرأي العام في العالم الحصول على نتيجة علمية محددة لشعبية قيادة دولة ما حول العالم باختلاف أنظمتها وإيديولوجياتها، ما استطاعت أن تصل إلى درجة مصداقية ردة الفعل التي أبداها الشعب السعودي تجاه مليكه أثناء العملية الجراحية وبعدها.
العاطفة العامة التي أبداها الشارع السعودي بكافة أطيافه، لم تكن صناعة إعلام ولا وليدة ترتيب، لقد كانت وليدة لحظة بيان الديوان الملكي الذي أعلن دخول خادم الحرمين الشريفين للمستشفى، تلك اللحظة التي أخبرت العالم أجمع كم هو كبير وصادق وطبيعي هو الحب الذي يحمله السعوديون لوالدهم، كم هو متربع في عروش صدورهم، يتباهون بحملهم إياه في دواخلهم كما لو كان الفرد المحبوب في كل أسرة.
إن ملايين السعوديين الذين انشغلت قلوبهم وعقولهم ليلة العملية الجراحية، ما فتئت ألسنتهم تلهج بالدعاء لهذا الأب العطوف، وما إن جاءتهم البشائر بنجاحها حتى حمدوا الله على نعمائه التي أسبغها على عباده، وليست المسألة مسألة قيادة، إذ إن الكل مؤمن بأن بلادنا ونهضتها تأسست ومضت على الرجال، لكنه الحب الذي جمعهم به، العاطفة الصادقة التي نبتت في صدورهم قبل أن يتولى شأنهم، ثم نمت وأورقت وأثمرت بعد أن لمسوا حبه لهم بعد أن تولى مقاليد الحكم في البلاد.
وبعد حمد الله وشكره على نعمائه، نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للشعب السعودي الكريم، كبيرهم وصغيرهم، وندعو الله أن يحفظ لنا مليكنا وقائد نهضتنا، وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وأن يزيد رفعتنا إلى ما يتطلع إليه قادتنا من تنمية مستدامة وتطور مستمر، اللهم يسر خطاهم إلى دروب الخير كما يسرت لعبادك الصالحين.
- وكيل جامعة حائل