ليس من أمام شاشات التلفاز، أو عن طريق خبر مقروء في صحيفة أو مجلة تُعنى بالفكر أو نشاطات أصحاب السلطة والقرار، عرفت مؤسسة الفكر العربي، واطلعت على نشاطها، بل لقد جبت مناطق من العالم تطوعاً ومحبة مع هذه المؤسسة المميزة التي أبدع مؤسسها الشاعر خالد الفيصل في أن يجعل منها مركزاً عربياً للفكر والثقافة والمعرفة مجسِّراً بين الثقافة والمجتمع وأصحاب القرار واضعاً الشأن الثقافي على مائدة التداول والنقاش مازجاً بين الثقافة والسياسة والاقتصاد كنسيج واحد للحياة.
الاقتصاد والمعرفة هو عنوان تقرير المؤسسة الخامس، وهو عنوان جدير بالاهتمام في هذا الوقت، بخاصة الذي وعت فيه شعوب العالم أهمية التمسك بتراثها، وأن الثقافة ليست مجرد رداء يرتديه المرء بل هي لحمه ودمه.
وباعتقادي أن ثقافتنا بشتى أطيافها لا بد أن تكون موازية لحضورنا السياسي والاقتصادي، ولا بد دعمها من قطاعات المجتمع ومؤسساته الحكومية والخاصة كافة. وقد لفت الأمين العام لمؤسسة الفكر د. سليمان عبد المنعم الأنظار لشريك مهم في نجاح أي جهود، سواء للمؤسسة أو غيرها، وهو الإعلام؛ الأمر الذي لم يعه البعض في وطننا العربي، بينما برع الغرب في وسائل إعلامهم وتسويق ثقافتهم من خلال أقنيته المتعددة والاهتمام بالإعلاميين وتوفير السبل لحضورهم؛ حيث لا أرى في محيطنا العربي الالتفات لهذا، فلكم تكبدت شخصياً جهدي الفردي في السفر وتكاليفه وعناء الترتيب وتوفير معدات تصوير لألبي دعوة البعض أو ألتحق بأخرى إيماناً مني برسالتي للعمل بالإعلام الثقافي.
إن مبادرة مؤسسة الفكر العربي التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، بحضور وزراء الثقافة العرب، تحت عنوان لننهض بلغتنا، كانت من الأهمية مناقشتها؛ حيث هناك من الأسباب ما جعل لغتنا في غربة؛ فهي تواجه عدداً من التحديات التي يمكن تخطيها إن استدركناها باكراً؛ لأن حال لغتنا اليوم لا يرضي، وهي تعاني هجر أبنائها وغزو بعض الرموز في الكتابة أو المصطلحات الأجنبية في الحديث.
ثقافتنا.. لغتنا وإعلامنا كلها مكونات لمجتمع نرقى به.. معاً إذاً لفضاء نختار أن نحلق به برقي..
من آخر البحر
يا أيها الجبليّ
ما وهن الرجوع
ما أصفرّ يوم حلمنا أو ضلّ من ألم جريح..
تلك السماء.. سماؤنا..
مهما تثاقل ليلها..
أو طال في الدرب الرجوع
mysoonabubaker@yahoo.com