|
متابعة - محمد المنيف:
أشرت في زاوية للرسم معنى في عدد سابق عن أهمية حضور الفعاليات التشكيلية أو الفنون البصرية التي تشكل لفنون التشكيلية رافدا من روافدها، واخص بتلك الفعاليات التي تقام خارج الوطن وتبرز بشكل يستحق العناء وشد الرحال إليها، عودا إلى ما تشتمل عليه من عروض على مستوى عالمي يمكن القول إن في زيارتها اختصار للزمن (عندما تكون قريبة منا) كسبا للخبرات، وذكرت أن هناك قلة قليلة تتحمل السفر وتكلفة الإقامة والمعيشة (الغالية) من أجل عيون فنونهم، يقطعون المسافات من أجل أن يعودوا بحصيلة من الإعجاب والدهشة والغبطة مع ما يمزج بها من ألم على عدم قدرتنا على احتواء مثلها، في وطن لا ينقصه، مال، ولا بشر، ولا عقول، ولا قدرات.
جاءوا من وطن لا ينقصه مال ولا عقول ولا قدرات لكنهم يفتقدون ما يعنيهم ويوازي غيرهم ويعتبر حقا من حقوق أجيال تتابع وتتكاثر في هذا المجال مستعيضين بمثل هذا الحضور عن افتقارهم للأكاديميات المتخصصة فشدوا الرحال بحثا عن المعرفة، وان كانت القلة تستطيع السفر إلى بلاد الغرب وغيرها من المسافات البعيدة إلا أن هؤلاء وجدوا في الفعاليات العالمية القريبة منا في معرض أرت أبو ظبي وبينالي الشارقة وارت دبي، مقصدا وموعدا يعد له الميزانية الخاصة على مدار العام (على حساب متطلبات الأسرة والأهل ).
انطباعات على أرت أبو ظبي
كان للصفحة فرصة الالتقاء بعدد ولو قليل من التشكيليين السعوديين المداومين على حضور هذه المناسبات ومنها معرض الدورة الرابعة لفن أبو ظبي أحد اقرب الفعاليات البصرية التي تستحق الحضور ولو لعام واحد لمن لا يستطيع المداومة، فزيارة واحدة لمثل هذه الفعاليات وفي أي بقعة على ارض الله الواسعة كافية أن تمنحنا دفعا وحماسا للعمل مع ما تلهمنا من خبرات وتجارب فينة أو تنظيمية، والأخيرة هي بيت القصيد، فكثير من الإبداع لدينا لا يقل بأي حال عن غيره بقدر ما ينافسه.لكنه يفتقر للتنظيم الجديد والمطور، استطعت أن احظى ببعض من انطباعات من التقيتهم من التشكيليين لسعوديين الذين تحملوا عناء السفر وتكاليفه من تذاكر سفر وإقامة ومعيشة. جاءوا يحملون مكتسباتهم، إبداعا وثقافة ووعي ليتزودوا بالجديد.
الخديدي.. وإعجاب بالفعاليات
يقول الفنان فيصل الخديدي مدير فرع الجمعية السعودية لثقافة والفنون بالطائف، إن فن أبو ظبي 2012 بدأ مشرقاً بتجارب متنوعة وأعمال 400 فنان اجتمعت في مكان واحد في عرض متحفي لا يقل عن المتاحف العالمية في مشاركة صالات عرض متخصصة في الفنون الحديثة والمعاصرة والتصميم، وبالفعل كان أرت أبو ظبي ممثلاً لثقافات أكثر من عشرين دولة في عرض إبداعات فنانيها وأفكارهم وإبداعاتهم وهو غني ومثري لزائريه من فنانين أو متذوقين، كما تميز بدقة ورقي التنظيم محتفظاً بهوية وثقافة الإمارات العربية المتحدة ولكن وفق إطار عالمي ومعاصر ومنافس على مستوى العالم، وزاد من روعة فن أبو ظبي الندوات المصاحبة التي جعلت منه حراكاً ثقافياً يستحق شد رحال الباحثين عن الثقافة والجمال إليه.
نجلاء والاطلاع على المستجدات
وتعلق الفنانة نجلاء السليم بأنها ما زلت وللمرة الثالثة على التوالي تواظب على زيارة معرض أرت أبو ظبي وكذلك أرت دبي في الإمارات المتحدة سنويا، وذلك لأهميتها الفنية فهي معارض دولية قائمة على أهم الجاليريهات واكبر أسماء فنية في جميع المجالات الفنية مثل الرسم والتصوير والفيديو أرت والمفاهمية الخ.....،
ينجذب الفنانون من دول الخليج العربي عامة والسعودية خاصة إلى هذه المعارض السنوية للاطلاع على مستجدات الفنون والتعرف على دور العرض المميزة فتزيد لديه الثقافة البصرية التي يبحث عنها فلا يجدها إلا هناك.
مع مداومة الكثير من الفنانين والفنانات على الحضور أصبحت تلك المعارض ملتقى لهؤلاء الفنانين لتجاذب الحديث وإبداء الرأي حول الأعمال والمستوى الفني وتحليل كل ما يرونه بين هذه الجاليريهات والمقارنة بما لديهم في أوطانهم الكويت وقطر والسعودية.
نعود بها الى أوطاننا محملين بكثير من الأفكار والشحنات الإيجابية لعمل الأفضل والأرقى والأكثر عالمية في مشوارنا الفني.
الثقفي يأمل أن يرى هذا الإنجاز في المملكة
من جانبه يقول الفنان محمد الثقفي: يعد آرت أبو ظبي حدثاً ثقافيا يجمع أهم صالات العرض بالعالم ويحمل في طياته نخبة من الفنانين الذين اثبتوا وجودهم على الساحة التشكيلية العالمية , فهو ملتقى جيد للحوار وتبادل الثقافات بمختلف أطيافها.
الجميل في آرت أبو ظبي الكم الكبير من التجارب الجديدة في الفن مما يتيح للمتلقي للتعرف على آخر ما توصل إليه الفن، كل الشكر لمنظمي هذا الحدث الكبير الذين استطاعوا أن يخرجوا بفن راق وعرض أرقى, كم كنت أتمنى أن نرى مثل هذا الحدث في المملكة العربية السعودية , أتمنى من جميع من تهمه أمور الفنون التشكيلية ببلدنا الغالي أن يطلع على تجارب الإخوة في الإمارات مثل آرت دبي وأرت أبو ظبي وأن نستطيع تقديم شيء بسيط ولو يسير لفناني البلد ومتلقيه وذلك من أجل تنمية الثقافة البصرية لدى الجمهور.
علا حجازي معجبة بأناقة التنظيم
أما علا حجازي فتعلق قائلة: ثقافة الفنان مختلفة وكذلك رؤاه، لذا إعجابنا بالفن مختلف، وتناولنا له أيضاً مغايراً، حسب ما يناسب حاجة كل منا. وجودي في برنامج إقامة فنان لمدة شهر في أبو ظبي آرت، جعلني على اطلاع أوسع بفنها، وفرصة جميلة لزيارات متكررة لفن أبو ظبي. فلم تكن الزيارة الواحدة تكفي للإلمام بمستجداته، بل يحتاج إلى كل أيام العرض لمتابعته واكتشاف دواخله.
بدا لي المكان، أنيقا، بسيطا في ديكوره، مودرن، يبعث البهجة في النفس، حتى الكثير من الزوار كانوا في حالة من الفرح بهذا التنظيم المتناسق مما نافس آرت دبي بل تفوق عليه..
أخيرا..
هؤلاء الذين التقيناهم يعدون أنموذجا للكثير من الأسماء فقد حظيت المناسبات السابقة بالعديد أمثالهم إذ كان هناك كل من الفنانين على الرزيزاء وعبد الرحمن السليمان، وعبد العزيز عاشور، ونجلا السليم، سعيد قمحاوي، وناصر التركي. وغيرهم ممن جعلوا من هذا الحضور استزادة ومعرفة للجديد وتجديد للعلاقات مع كثير من رواد الفن ومبدعيه.