التشوه الموجود في الوسط الفني، قد لا يماثله تشوه، إلا أن التشوهات موجودة في كل الأوساط. فكما أن تكلفة سهرة غنائية خاصة، قد تصل إلى نصف مليون ريال، فإن حضور لاعب إلى مناسبة خاصة قد تكلف الداعي مبلغاً طائلاً، ناهيك عن التشوهات في أسعار وعقود اللاعبين، والتي نعيش اليوم بعض خيوط فسادها. الأمر نفسه في مجاملات بعض الإعلاميين للشخصيات المرموقة أو لرجال الأعمال، وما يتم دفعه من هدايا أو منح أو ما يتم ترسيته من عقود، لقاء هذه المجاملات. ولكيلا نظلم بعض الفئات دون بعض، فحتى بعض الدعاة صاروا «يقلطون» على بيوت كبار الشخصيات في دول الخليج، مقابل هبات وأعطيات ولا في الخيال!
هل كانت هذه التشوهات حاضرة في الماضي؟! ألم يكن المغني يحلم بالحصول على مئتين ريال مقابل عمل لا يزال مغروساً في ذاكرة الناس؟! ألم يكن اللاعب يعتزل الملاعب وليس في جيبه سوى أدوية الإصابات؟! ألم يكن الإعلاميون يتنقلون من مخفر إلى مخفر، بسبب الدعاوى والتهم الموجهة إليهم من قبل المؤسسات التي تحارب مقالاتهم؟! ألم يكن الدعاة الحفاة يتنقلون في دول إفريقيا وآسيا، وسط الأوبئة والمجاعات، لكي يرفعوا صوت الحق هناك؟!
ما الذي شوّهنا يا ترى؟! لماذا لم يعد لجمال روح الإنسان وفكره الحر قيمة؟! لماذا صرنا نشترى الجمال والحرية بأوراق البنكنوت؟!