وردت كلمة (تمكين) في القرآن الكريم في أكثر من موضع عبر اشتقاقات الفعل «مكن»

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً}النور55

وقوله تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ}الأحقاف26 وغيرها.

لم تختص الآيات بالرجال دون النساء بقوله تعالى والذين آمنوا. مما يعني خطابا موجها لكل من آمن.

التمكين يمثل مصدر قوة وعزة وثقة واقتدار وأمن روحي. ولم يرد التمكين في الثقافة الإسلامية أو في الثقافة الغربية بمعنى التحرر أو الانسلاخ من القيم بل على العكس التمكين يعني إكساب المرأة القوة والقدرة على الحياة الكريمة المنتجة والمشاركة والظهور مما يعني المسئولية ومن ثم المساءلة.

بينما يقترن الفساد دائما مع الاختفاء والضعف وقلة الحيلة والجهل ونقص الوعي بقيمة الحياة الفاضلة وعدم المواجهة.

وتمكين المرأة يعني منحها القوة ،التي تستطيع من خلالها أن تنتشل نفسها ومثيلاتها من الهامش إلى المتن!

في دراسة لآمنة السوداني أوضحت «أن نسبة النساء في السعودية تبلغ 49.6% من عدد السكان وتبلغ نسبة النساء من القوى العاملة 2.9% وأن 5.1% من النساء هن العاملات في السعودية».

بطء كبير في إدماج المرأة في سوق العمل وبطء أكبر في تمكين المرأة. ولك أن تستدعي في ذهنك الواقع الفعلي مع مجموعة من المؤشرات الكمية التي يقاس من خلالها عادة مدى تمكين المرأة في مجتمع ما ومن أبرز هذه المؤشرات:

- مشاركة النساء في المواقع القيادية.

- مشاركة النساء في اللجان الرئيسة في الدولة.

- إتاحة فرص التعليم والتدريب غير التقليدية.

- مشاركة النساء في عملية صنع واتخاذ القرارات.

- اكتساب النساء مهارات ومقدرات تنظيمية للتعبير عن مطالبهن.

المتابع لمسيرة تمكين المرأة التنموية سيجد أن الخط البياني ظل على حاله لعدة سنوات فثلاث أو أربع نساء في مقابل آلاف الرجال في المواقع القيادية.

كما أن النساء في الصف الثاني يفتقدن للتمكين الإداري وهذا ظاهر في وزارة الصحة ووزارة التربية والشؤون الاجتماعية حيث تبقى النساء دائما بلا صلاحيات وبلا مشاركة حقيقية في صنع القرار.

القوة التي يمنحها التمكين للمرأة يسهم في تحسين وضع النساء بسن القوانين وتقديم الدعم للمهمشات في البيئات الفقيرة والأطراف مما يحسن وضع المرأة بالمجمل. ومن ثم تحسين مستويات الحياة والإنسان وهو مطلب دين ودنيا فضلا عن أنه مطلب تنموي ملح.