لا يليق بمن ينقِّي ثوبَه، ويلمِّع حذاءه، أن يدنِّس نفسَه بظلمٍ..
كما لا يليق لمن تعلم أن يقرأ الحرف.., وعرف كيف يكتب الكلمة.., وأدرك ما دلالة المعنى..
أن يبقى على جهلٍ، فيظلم نفسَه..! يتخلف عن علمٍ نافع، وقولٍ سديد..
ظلمُ النفسِ إنزالُها في حضيض القصور، ودرْك التجاوز..,..!
كذلك لا يليق بمن يجلس على مقعد قرارٍ, أن يتخذه فيما يعنيه وحده،.., يأخذ ما لا يستحق..,
وهناك من به أحق..!
لا يليق أن يظلم نفسه بسلطته..
أيضا لا يليق بمن يده في حراثة، أن يمدها إلى فسائل جاره..
إنه يظلم نفسه من عينه على نعمة غيره.., ويغمضها عن نصيبه..، فهي أمانته الخاصة، وخاصته هو الوحيد..!
الإنسان جُبل على المداراة، يداري مواقفه بظلمه نفسه، إن لم ينصف الآخر..
ولا تجديه الأسترة، ولا الأبواب..
هالكُ من يظلم نفسَه بأخذها منه في لحظة ٍ قد لا يحسب حسابها..
كثيرٌ ممن يظلم نفسَه يغرق في طمي ظلمةِ الظلم،..
وقليلٌ من تتكشف له بؤرُ الظلام بقبسِ ضميرٍ قد ينبثقُ من بؤرة خيرٍ فيه..
والقلة النادرة من يتراجع، فيجعل باطنه كبياض ثوبه ما استطاع.. ويربأ عن ظلم نفسه بعدئذ..
ويليق به أن يتجاوز ظلام ظلمه لها، بوقدة فتيل يقظته..
ويليق بكل ذي نفس أن يتفكر أهو من المستديمين في ظلم أنفسهم؟.. أو القليل المتجاوزين..؟ أو القلة القافزين الناجين..؟
لتليق به إنسانيته، ومن ثم «حياته التي فيها معاشه».., ومن ثم «آخرته التي إليها مآله»..,
وليليق هو من ثمَّ لدينِه الذي هو «عصمة أمره»..!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855