في الفترة الأخيرة وبعد قرار وزارة العمل رفع تكلفة رخصة العمل وبعد تحميل الوزارة مسؤولية البطالة كاملة على رجل الأعمال السعودي، خرج البعض يلومون رجل الأعمال في عدم مساهمته في حل البطالة وفي تصديه للسعودة كما يزعمون، وفي هذا اللوم الإعلامي على رجل الأعمال أصبح لدى الكثير من الناس

انطباع بأن رجل الأعمال شخص جشع طماع استفاد من خيرات البلد ولا يريد أن يرد الجميل لهذا البلد. لا ننكر بأن بعض هذه الصفات تنطبق على بعض رجال الأعمال وهم إن شاء الله قلة ولكن هذا لا يعني أن يُعمم هذا الوصف على الجميع حتى نشأ عنه احتقان وصل إلى أن يتمنى البعض خسارة رجل الأعمال وزوال النعمة عنه.

رجل الأعمال رجل عَمِل بجد واجتهاد وضحى بوقته وبراحته وراحة أسرته لتأسيس نشاط يكفل له وأسرته حياة كريمة، رجل الأعمال رجل استغنى عن وظيفة في القطاع الحكومي والخاص وتركها لغيره، رجل خدم وما زال يخدم الاقتصاد والمجتمع وهو سبب رزق لملايين الأسر سواء سعودية أو غير سعودية. هذا الرجل شغله الشاغل تطوير نشاطه وتوسعته وضمان استمراريته، وبالتالي خدمة مصلحته ومصلحة بلده وموظفيه.

استغرب مِن مَن استغل منبره الإعلامي للهجوم على رجال الأعمال واتهامهم بالاستفادة من خيرات البلد دون المساهمة في حل مشاكل البطالة!! والسؤال لماذا لم يستفد هو من هذه الخيرات ما دام السوق مفتوحا، هل منعه أحد، هل نظام البلد أعطى العصامي ميزة عن غيره، طبعاً لا، فالجميع يستطيع أن يصبح رجل أعمال ويستفيد من خيرات البلد. عدم رغبة البعض أو عدم معرفتهم في أن يسلكوا مسلك رجل أعمال لا يعطيهم الحق في سل سيوفهم في الإعلام والهجوم عليه في موضوع مثل السعودة وهم يجهلون خفاياها.

القطاع الخاص والذي يملكه رجال الأعمال يوظف ما يزيد على 5.4 مليون موظف منهم 900 ألف سعودي، ويساهم هذا القطاع فيما نسبته 50% من الناتج المحلي، ومعظم الداعمين للجمعيات الخيرية وبناء المساجد ودور التحفيظ هم رجال الأعمال، وهناك أوقاف بالمليارات أوقفها رجال الأعمال لمساعدة المجتمع وهذا فقط على سبيل المثال لا الحصر فأهمية القطاع الخاص لأي اقتصاد هي أهمية كبيرة. ورغم كل هذا نرى من يطرح سؤاله السطحي المعتاد، ماذا قدم رجل الأعمال للبلد؟!! ونسي أن يسأل نفسه ماذا قدم هو للبلد.

اقتصاد أي بلد يقوم على القطاع الخاص ويجب دعم هذا القطاع وأهله تنظيمياً واقتصادياً واجتماعياً وإعلامياً وليس تشويه سمعتهم والتضييق عليهم ووضع العقبات في طريقهم.

أما بالنسبة للسعودة وخفاياها ومساهمة رجال الأعمال في سعودة الوظائف وفي الصعوبات التي يواجهونها، فللحديث بقية في مقال الأسبوع القادم بإذن الله.