بدعوة كريمة من معالي الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا المشرف العام على كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ المدينة المنورة بالجامعة الإسلامية، تشرّفت بحضور ندوة مصادر تاريخ المدينة من القرن الأول إلى القرن التاسع الهجري (عرض وتحليل عينات)، وقد كانت ندوة حافلة وجهت البحوث والدراسات التي ألقيت فيها نحو تاريخ المدينة المنورة في الفترة المشار إليها، وشارك في إعداد الأوراق مجموعة من الأساتذة والمتخصصين من داخل المملكة وخارجها فتحدثوا عن أوراقهم التي تركزت على أبراز مناهج المؤرّخين الذين كتبوا عن المدينة في القديم أو عن أعلامها من مثل ورقة د. طلال الدعجاني “أثار الزبير بن بكار في تاريخ المدينة، قراءة في المحتوى والأهمية”. وورقة د. لمياء الشافعي “جمال الدين المطري ومصادر كتابه: التعريف بما أنست الهجرة من معالم دار الهجرة” وورقة د. وائل سلامة “ابن النجار ومنهجه في كتابة تاريخ المدينة”. وورقة د. عواطف نواب “ابن النجار وكتابه الدرة الثمينة” وورقة د. حصة الشمري “مرافق المدينة المنورة في عهد النبي من خلال كتاب وفاء الوفاء للسمهودي” وورقة الأستاذ فائز البدراني “كتب الأنساب وأهميتها في دراسة تاريخ المدينة”.
وكانت الأوراق في مجملها تقدّم معلومات عن تاريخ المدينة في قرون متعددة وتبرز ثراء هذا التاريخ وما حفل به من حراك اجتماعي واقتصادي وسياسي، كما توضح كيف أن تاريخ هذه المدينة المشرّفة قد استرعى انتباه أعلام من العرب والمسلمين فعكفوا على إفراد مؤلفات كاملة تتقصّى أوضاع المدينة، وقد جاءت هذه الندوة أنموذجاً جيداً لما تميزت به من تنظيم ومن عناية بالمشاركين وهو أمر اعتدنا عليه في كل ما تقدمه الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة التي يرأسها معالي الدكتور محمد العقلا الذي يعد الرجل الذي نقل هذه الجامعة نقلة كبيرة يشهد له بها من عرف هذه الجامعة في القديم وفي فترته الراهنة.
كما أن أستاذ الكرسي الدكتور سالم بن عبدالله الخلف كان الرجل الذي قاد هذه الندوة نحو النجاح بحرفية عالية، وتواضع جم يستحق عليه كل الإكبار والتقدير.
ولا بد لي أن أشكر هنا كل الذين أسهموا في نجاح هذه الندوة من أساتذة وموظفين وعمال، عملوا جميعهم من أجل إرضاء الضيوف والحاضرين وتوفير كل الراحة لهم، وهم بما قدموه يعكسون الصورة الرائعة للمدينة المنورة التي يتميز أهلها برحابة الصدر وحب الناس والاهتمام بالضيف.
لقد كانت ندوة “مصادر تاريخ المدينة المنورة من القرن الأول إلى القرن التاسع الهجري” ناجحة بكل المعايير تنظيماً ومادة علمية، ولم تشهد أي أمر يعكر الصفو أو يثير الإزعاج..