لدينا وزارة مسؤولة عن شؤوننا الإسلامية ولدت من رحم وزارة سابقة هي (الحج والأوقاف) لتلبس ثوباً جديداً واسماً جميلاً يحمل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.. وأصبح لها كيان عظيم ومنهج سليم وبصمة واضحة وفي مجال عمارة المساجد تقلص دورها وبات محصوراً في مجال (التشغيل والصيانة) فهي لا تألو جهداً في توفير الأئمة والمؤذنين والمستخدمين والمراقبين، أما بند الصيانة فهي مجتهدة ولكن لا يزال هناك قصور ملحوظ.. وعن إعمار بيوت الله فقد كفاها الله مشاريع (البناء والتعمير) إلا في نطاق محدود.. فالموسرون من أبناء ووجهاء الوطن كان لهم السبق والتنافس على عمارة بيوت الله طلباً للأجر والمثوبة، بل أتعجب إذا عرفت ان هناك من يساهم في شراء أرض المسجد في المخططات الجديدة كمساهمة خيرية.. وفي محافظتي الرس معظم المساجد والجوامع من بناء المحسنين الذين استجابوا لكلام الرب تعالى في قوله {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} (التوبة 18)، وتطبيق لمضمون الحديث النبوي (من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة).
والزائر لمحافظة الرس بالاتجاه الجنوبي الشرقي يلفت نظره بيت جميل من بيوت الله انه جامع الشيخ صالح بن عبدالعزيز الغفيلي الذي بدأت الصلاة فيه وافتتاحه يوم الجمعة الأول من رمضان لعام 1433هـ وهو بحق تحفة معمارية إسلامية روعي فيه الانسيابية وجمال التخطيط والموقع المتميز.. والمساحة الكافية والاضاءة الموزعة بعناية والتكييف المناسب إضافة إلى المرافق المساندة.. والمصلى النسائي.. ودورات المياه المتكاملة.. وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أقدم التهنئة للشيخ صالح على هذا المشروع (الخيري) الجبار ومنارة العباد والهداية.. جعله الله في موازين أعماله وبارك في وقته وماله.
وأنا أدعو راجياً وزارة الشؤون الإسلامية أن تخفف شروط بناء المساجد في الأحياء، ولا تشترط بناء المساكن للأئمة والمؤذنين وأن تقوم هي بذلك تشجيعاً لمن يرغبون في عمل الخير وأن تضاعف مخصصات الصيانة لجميع مساجد وجوامع المملكة لأن بيوت الله تحتاج إلى مزيد من الرعاية والاهتمام.
والله من وراء القصد وإلى اللقاء.
Rasheed-1@w.cn- الرس