لعل العارفين ببواطن الحركة الإعلامية الفضائية يعرفون جيدا من هو بيار الضاهر الذي يضع كلمة (الشيخ) لقباً له، لكن البعض لا يعرف أن هذا الرجل هو جزء من الإعلاميين «المتحولين» الذين ينتقلون من ضفة إلى أخرى من أجل مصالحه الشخصية.
بيار الضاهر هو رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال في قسمها «الأرضي»، وهو بالمناسبة كان مرافقاً للوزير اللبناني الإرهابي ميشال سماحة واللواء جمال السيد حال نقل المتفجرات من سوريا إلى لبنان للقيام بأعمال عنيفة تستهدف الشارع اللبناني لصالح نظام الأسد، حسبما تناقل رواة الأخبار في لبنان قبل عدة أشهر.
هل نسمي بيار الضاهر «دمية» أم «أداة» أم «كبري» يستخدمه اليوم النظام السوري «الهالك» بعد خروجه «صاغراً» من إدارة شركة روتانا التي فتحت له أبوابها باندماجها مع LBC في كيان واحد سنة 2007، ولعل التباين في المفاهيم والأخلاق والقيم التي يفتقدها بيار جعلته خارج امبراطورية روتانا، التي تمرغ سنوات في رخامها ثم انقلب عليها كـ (عادته)، وبات متحسسا من كل بقعة ضوء.
المشاهد لقناة LBC الموجهة للبنانيين أو كما تُسمى بـ»الأرضية» يلاحظ مدى «اندفاعها» ناحية الهوة ومحرقة «سوريا» حتى وإن حاول جاهداً نفي ذلك بطريقة هستيرية كلما سنحت له فرصة إصدار بيان.
بيار الضاهر سخر دون أدنى شك، قناته الأرضية لخدمة النظام السوري، سواء أنكر ذلك أم لم ينكر، ويساهم في حالة الفوضى التي تعيشها الطوائف اللبنانية، بل وكان واحدا من الذين ساهموا في شق الصف اللبناني، عدا موقفه السلبي (الجديد)، وانضمامه إلى (طبول) الإعلام المناهض للموقف السعودي الشريف.
أمام آلة القتل التي يمارسها النظام السوري وضع بيار الضاهر نفسه أداة «رخيصة» لهذا النظام، ولعلَّ طرفة خبر الحريري قبل عدة شهور واحد من هذه التخبطات التي لا أراها سوى محصورة في زاوية «المساومات» الرخيصة التي انتهى زمن مفعولها.
بيار الضاهر استبدل موظفي LBC بآخرين ممنهجين وملبين لمصالحه وأجندته «الجديدة»، فتحولت اليوم القناة إلى سلاح آخر موجه للداخل اللبناني، وساهمت بشكل كبير في حالة الاحتقان الداخلي وضرب المجتمع اللبناني، وهو ما حدث خلال رمضان الماضي حين أعطت إرهابي «المقداد» وجناحهم العسكري فرصة الترويج للفوضى.
في بيان لبيار الضاهر يرد فيه على أحد منتقديه، قال: إن القيم ليست سلعة يمكن شراؤها أو توزيعها، وهذا ينطبق عليه تماما بل وكأنه يوجّه الحديث نحو نفسه (الدنيئة)، وبيار هذا هو جزء من مجموعة انتهازية ترى الانقضاض على الآخرين جزء من ديمومتهم في وقت لم تعد هذه الاستراتيجية مجدية له ولا لأمثاله.
m.alqahtani@al-jazirah.com.satwitter: @mohadqahtani