لعله قرار صعب أن توجد وزارة التربية والتعليم (هوية) توحد مطبوعاتها وخطاباتها ومطوياتها وترسم بها شكلاً موحداً لبيئات العمل، ما يجعلك أمام كيان مميز له روحه ونكهته الخاصة.

والصعوبة تكمن في ترامي إدارات التربية والتعليم في جميع أنحاء المملكة، بعضها لا تصل إليها إلا عبر سيارات خاصة للطرق الوعرة، وتتأكد الصعوبة عندما تحاط هذه الإدارات بثقافات متنوعة ومستوى تعليمي متباين يؤثر - ربما - سلباً على المنشأة التربوية، وكثيراً ما أثر المجتمع المحيط على المنظمة الإدارية.

وفي ظل هذه الظروف فإن القرار بذاته قرار نوعي وجريء وحاسم، لم يتصد له بهذه القوة سوى سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله الذي جعل من الهوية قراراً استراتيجياً يستحق كل هذا العناء وكل هذه الميزانية التي صرفت من أجله، وهو قرار نابع من (ذهنيات) استراتيجية/ حديثة تسابق الزمن وتسعى لأن تكون الوزارة كياناً بمواصفات عصرية.

وأهمية هذا القرار تأتي بأن هوية الوزارة المنبثقة من (الشعار) الجديد ستكون هي واجهة الوزارة، وهي واجهة موحدة ذات بنية محددة أساسها تلك الألوان التي تميل (للأرزق) بدرجاته المخففة، متزامناً ذلك مع توجهات المنشآت الحديثة إلى رسم هوية خاصة تصنع بها الفرق مقارنة بالمنشآت الأخرى.

والذي يريد أن يعرف أهمية هذا القرار، عليه أن يطلع على المطبوعات والألوان وورق المخاطبات لدى الوزارة نفسها أو لدى إدارات التربية والتعليم، سيرى العجب العجاب في مجال (التصميم) وسيرى تلك الألوان التي ليس لها آخر في كل المطبوعات، وسيعرف أن ذلك يعكس ثقافة إدارية متأخرة جداً لا تقيم للهوية والذوق والجمال أي اعتبار، فكل إدارة تضع لها شعاراً خاصاً وألواناً خاصة.

أمام الوزارة تحد آخر أكثر صعوبة، يتركز في متابعة تطبيق الهوية لدى إدارات التربية والتعليم والأقسام التابعة لها، ولدى المحافظات في القرى النائية ومحاسبة من يخالف هذه الهوية، لأن الهوية هي بداية التطوير في بقية المجالات: فكيف نطور منشأة إدارية من دون هوية، وهذه أهمية أخرى للهوية، فبها يبدأ التطوير الشامل.

ومن لا يعرف معنى الهوية عليه أن ينظر في شركة الـ STC ويعيد النظر في هذا الجانب، وسيعرف أن إضافة اللون الأحمر مثلاً: يعطب هويتها بالكامل.